يشعر الكثير من الأشخاص خلال موسمي الخريف والشتاء بتغير واضح في حالتهم النفسية، إذ يميلون إلى العزلة، ويقل نشاطهم وتحركاتهم، ويفضلون المكوث في المنزل واحتساء شراب ساخن، بدلا من القيام بمجموعة من الأنشطة التي كانوا يفضلونها سابقا، لكن هل تساءلتم يوما ما السبب وراء هذا الشعور خلال هذه الفترة المحددة من السنة؟
حسب الدراسات التي أجريت في هذا الصدد، فإن ذلك يرجع لما يُسمى بالاكتئاب الموسمي، والمرتبك ارتباطا وثيقا بالتغيرات الجوية خلال فصلي الخريف والشتاء في أغلب دول العالم، بحيث تقل ساعات النهار خلال اليوم، بالإضافة إلى قلة كمية الضوء، بالإضافة إلى عدم تعرض الشخص لأشعة الشمس التي تمنحه الطاقة والنشاط.
وتختلف حدة هذا الاكتئاب الموسمي من مكان لآخر، إذ يعتبر ساكنة المناطق التي تتميز بمناخ شتوي وتختفي أشعة الشمس منها باكرا الأكثر تضررا، بينما الأماكن التي بها مناخ معتدل أو حار وساعات النهار فيها طويلة، لن تتضرر من هذا الاضطراب النفسي.
وحسب دراسة حديثة أجريت سنة 2017، فإن النساء الأكثر تأثيرا خلال هذين الموسمين، مقارنة مع الرجال، باعتبار أن المرأة أكثر عاطفية، وهرموناتها قابلة للتغير بسبب مجموعة من العوامل، من بينها التغير المناخي، حيث تعاني أغلبهن من اضطرابات النوم خلال هذه الفترة، والشعور بالكسل وقلة التركيز، بالإضافة إلى اختلال النظام الغذائي سواء بفقدان الشهية، أو الإدمان على الأطعمة الدهنية والسكريات بكثرة.
في حال كنت تعاني من هذا النوع من الاكتئاب، فينصح باعتماد العلاج بالضوء، إذ ينصح الشخص بالتعرض لضوء مصباح من نوع لوكس 10000 ينبعث منه ضوء مشابه لأشعة الشمس، وذلك ليوميا لمدة 30 دقيق في كل حصة.
وإذا لم يتمكن الشخص من الحل الأول يُمكنه أن يراقب وقت سطوع الشمس في الأيام التي تكون فيها السماء غير ملبدة بالغيوم، والتعرض لأشعتها، ويفضل القيام بحركات أو تمارين رياضية حتى تحفز جسمك على إنتاج الهرمونات التي تعدل من مزاجك.
وفي الحالات المتطورة، يصف الطبيب أدوية مضادة للاكتئاب تؤخذ خلال هذه الفترة الزمنية من السنة، تجنبا لأي مضاعفات أخرى.