“الحمد لله”، عبارة مغروسة في العادات المغربية. تقال في نهاية الجمل، تستعمل جوابا على التحايا والأسئلة التي اعتدنا سماعها. عبارة سحرية، إذا رافقتها ابتسامة فإنها تمكن قائلها من تجنب بعض الاسئلة المتطفلة بخصوص حياته الخاصة.
لكن عندما تقولون “الحمد لله” وتفكرون فيها بوعي تام، فإنه تعبير عن امتناننا للحياة، ما يعتبر رسالة قوية.
الامتنان: شعور يتحدث عنه جميع المهتمين بالتنمية الذاتية.
لماذا يعتبر الامتنان مهما؟
يكون الشعور بالامتنان بعد تلقي شيء مادي (هدية) أو غير مادي (اهتمام، دعم معنوي، حضور، ابتسامة).
من بين آلاف الدراسات والاختبارات العلمية التي أجريت حول الموضوع، تعتبر دراسة جو ديسبينزا، دكتور في علم الأعصاب، باحث ومحاضر دولي معروف، مهمة للغاية.
في هذه الدراسة، طلب من 120 شخصا أن يشعروا بالامتنان، التعاطف والفرح خلال 6 دقائق، 3 مرات في اليوم، خلال أربعة أيام. تم قياس عاملين قبل وبعد التجربة: إفراز الكورتيزول، الهرمون المرتبط بمستوى التوتر، ومستوى الغلوبيولين المناعي A (IGA)، بروتين مسؤول عن فعالية الجهاز المناعي. كانت النتائج مذهلة: تمرين بسيط للامتنان قلص مستوى التوتر بشكل هائل، وحفز أداء الجهاز المناعي … في 4 أيام فقط!
يساعدنا الامتنان على الحفاظ على صحتنا! تخيلوا ما قد يوفر هذا الشعور لحياتكم، إذا مارستموه بشكل يومي!
والأكثر من ذلك، فقوانين الفيزياء الكمية تظهر أنه عند الشعور بالامتنان لما نمتلكه (عوض التأسف على ما لا نمتلك)، فإننا نجذب الكثير من الأحداث والأشخاص الذين يجعلوننا أسعد! يبدو أن قلبنا يعمل كجهاز للراديو: إذا عدلتموه على تردد “الامتنان”، فإنه يبعث مشاعر الحب والفرح، ما يجذب أحداثا وأشخاصا يزيدون، يغذون ويحفزون هذه المشاعر.
ماذا لو قمتم كل صباح، أو كل مساء، خلال دقيقة فقط، بتركيز انتباهكم على قلبكم وبالتفكير في الأسباب، الاشخاص والأشياء التي تمتنون لوجودها في حياتكم؟
وأنتم، لماذا تشعرون اليوم بالامتنان؟
-مريم لحلو-