قد يعتقد بعض الآباء أن الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل، لا تؤثر بشكل كبير في شخصيته مُستقبلا، وأن الصغير في هذه المرحلة العمرية يكون منشغلا باكتشاف محيطه واللعب فقط، وأي مشاكل أو حوادث تقع حوله لا تُثير انتباهه. الدراسات الكثيرة التي أجريت في هذا الصدد، كشفت العديد من المعلومات المثيرة، أبرزها أن المستوى التعليمي للصغير يتأثر بشكل كبير بالأحداث التي عايشها خلال هذه المرحلة من الطفولة.
حسب الدراسة التي أجريت في جامعة “فاندر بيلت” بالولايات المتحدة الأمريكية والتي نشرت نتائجها في العديد الأخير من مجلة “العلوم التطورية”، اتضح أن أي صدمات تعرض لها الصغير في سنواته الخمس الأولى، من انفصال الوالدين وعنف، أو الهجرة إلى بلد آخر أو فقدان حيوان أليف، أو وفاة أحد الأقارب، يُمكن أن يؤدي إلى تأخر وظائف الدماغ فيما يتعلق بالإدراك والفهم والتحليل، وهو ما يُفسر ضعف المستوى الدراسي.
وفي هذه الدراسة خضع حوالي 178 مراهق في مرحلة مبكرة إلى تصوير الدماغ بأشعة الرنين المغناطيسي الهيكلي، وأجريت معهم مقابلات باستخدام نسخة معدلة من الأحداث المؤلمة التي عايشوها في الطفولة، بدءا من طلاق الأبوين مرورا بحالات الوفاة وفي بعض الحالات كان الطفل قاد عاين حالة عنف أمامه.
اتضح من خلال نتائج هذه التجربة، أن منطقة الحصين في الدماغ تأثرت بشكل كبير، وهي المسؤولة عن الذاكرة والتعلم والحالة المزاجية.
ولهذا ينصح الخبراء بضرورة توفير جو مناسب للصغير في سنواته الأولى، خالي من المشاكل الزوجية والصدمات النفسية التي قد تكون لها عواقب وخيمة مستقبلا.
نصائح لتوفير جو مناسب للطفل في سنواته الخمس الأولى:
-تجنبوا الشجار أمام الطفل، يُفضل أن يتجنب الوالدين هذه العادة حتى وإن كان الطفل لازال صغيرا ولا يُدرك ماذا يحدث حوله.
-عند وفاة أحدهم، يُفضل أن يبتعد الطفل عن الأجواء الحزينة من بكاء بصوت عالي، أو زيارة القبور وغيرها من هذه العادات. يُمكن لأحد الوالدين أن يكتفوا بشرح بسيط وسهل لمفهوم الموت، على سبيل المثال: “غادر إلى السماء، في رحلة بعيدة عن هنا،….”.
-في حال قرر الوالدين مغادرة البلاد، من الأفضل اصطحاب حيوان أليف معه أو أي ذكرى من غرفته والمكان الذي يتواجد به، حتى لا يؤثر هذا على ذاكرته.