لا يمر أسبوع حتى تظهر دراسة جديدة لتؤكد من جديد فوائد الرضاعة الطبيعية. يعتبر حليب الأم أفضل غذاء للرضيع. لكن هل تعرفون كل فوائده؟ إليكم أهم ما قاله العلم حول الموضوع.
الحماية من الأمراض
يحتوي حليب الأم على بروتينات خاصة (تتواجد بنسبة ضئيلة جدا في حليب البقر) تذيب بعض أنواع البكتيريا وتنقل الحديد. كما أنه ينقل للطفل الأجسام المضادة للأم، ما يحميه من الكثير من الإصابات. أظهرت العديد من الدراسات قدرة حليب الأم على الحماية ضد مشاكل الجهاز الهضمي (التقيؤ، الإسهال)، إصابات الجهاز التنفسي (التهاب الأنف، التهاب الأذن)، إضافة إلى عدة أصناف من الحساسية في الطفولة. يقي الإرضاع من الإصابة بالربو، شرط أن يدوم 4 أشهر على الأقل. كما يحمي من التعرض للسمنة خلال الطفولة والمراهقة. في حالة الرضاعة الطبيعية، يتغذى الصغير بناء على طلبه؛ فيتعلم تنظيم أسلوب تغذيته قبل الرضيع الذي يتغذى على الرضاعة (الزجاجة). وتشير الأبحاث إلى أن خطر السكري بدوره يتراجع لدى الأطفال الذين رضعوا من ثدي أمهاتهم.
الإرضاع مفيد للنمو البدني والذهني للطفل
حليب الأم مفيد للجهاز المناعي وللدماغ أيضا. أظهرت العديد من الأبحاث الحديثة أن هناك رابطا بين الرضاعة الطبيعية وتطور دماغ الطفل. وثبت أن هناك تأثيرا للتغذية على نمو المييلين، وهو غشاء يحيط بالألياف العصبية للمادة البيضاء في الدماغ وهو المسؤول عن نشر المعلومة. الخلاصة: دماغ الرضع الذين يرضعون الثدي يتطور أسرع بكثير من الذين يستهلكون حليب البودرة.
إن حليب الأم غني بالأحماض الدهنية الأساسية، الأوميغا-3 والأوميغا-6، الضروريين لنمو الدماغ. وتعتبر هذه الأحماض ذات جودة عالية كما يتم استيعابها جيدا من قبل جسم الصغير. ونشير إلى أنه كلما دام الإرضاع فترة أطول، كلما كانت فوائده أكثر.
وتحدثت إحدى الدراسات الحديثة عن أن الرضاعة الطبيعية تساهم في الوقاية من فرط نشاط الطفل. ويفترض الباحثون أن هذا الأثر ناتج إما عن تركيبة الحليب، أو عن الرابط الذي ينشأ بين الأم وصغيرها خلال الرضاعة.
يعزز الإرضاع العلاقة بين الأم وابنها
ليس هذا بالأمر الجديد، فالإرضاع يقوي الرابط بين الأم وصغيرها. عند الولادة، يتعرف الطفل على رائحة أمه ورائحة حليبها، فيزحف بشكل غريزي نحو نهدها. يوفر الإرضاع للطفل تواصلا جسديا يشعره بالأمان، كما يرسي الثقة بينه وبين الأم. ويقول الأخصائيون النفسيون إن الإرضاع بالثدي يسهل عبور الطفل من الحياة داخل الرحم إلى الحياة خارجه.
الإرضاع: فوائد للأم
بعد الولادة
يسرع الإرضاع انقباضات الرحم ويساعده على استعادة مكانه سريعا بعد الولادة. عكس الأفكار الشائعة، فالإرضاع لا يسبب السمنة. بل العكس تماما؛ فالنساء اللائي يرضعن طبيعيا يستعدن رشاقتهن أسرع من اللائي لا يرضعن. والسبب في ذلك، هو أن عملية إنتاج الحليب تأخذ من مخزون الأم بشكل كبير. يجعل الإرضاع المرأة تحرق سعرات حرارية أكثر، وبتبني نفس التغذية قبل الحمل؛ تستطيع استرجاع نفس الوزن الذي كانت عليه.
على المدى الطويل
أظهرت العديد من الدراسات أن الإرضاع يحمي النساء من بعض أنواع السرطانات. إذ أنه يقلص خطر الإصابة بسرطان المبيض بأكثر من 60%، وذلك لأن عملية الإباضة تأتي متأخرة لديهن. إن نسبة كبيرة من عمليات الإباضة ترفع تشكل الخلايا المتحولة، ما قد يحفز ظهور السرطان. ولنفس السبب، يقلص الإرضاع خطر الإصابة بسرطان الثدي أيضا. اكتشفت مجموعة من الباحثين أن مستوى الأوسيتوسين (هرمون مسؤول عن إفراز الحليب) يعلب دورا في الحماية من هشاشة العظام. أي أن النساء اللائي يرضعن أطفالهن ستكون صحة عظامهن أفضل عند بلوغهن 50 عاما.