تقدم لنا الشمس الكثير من الفوائد، فهي لا تساعدنا في الحصول على بشرة مشعة فحسب، بل تتجاوز أهميتها ذلك، لتصبح مصدر سعادتنا. فكيف يمكن تعداد مزاياها ؟
دفعة خاصة
تعتبر الشمس مصدرا هائلا للطاقة، كما أن الضوء المنبعث منها له تأثير منشط وإيجابي على مزاجنا. بمجرد أن يخترق ضوء الشمس أجسامنا، يرتفع مستوى الدوبامين والسيروتونين، أو ما يعرف أيضا بهرمونات السعادة، كما يؤدي ذلك إلى تخليص الجسم من بعض الاكتئابات الفصلية. فعن طريق العلاج بالضوء “Luminothérapie”، يستعيد معدل الهرمونات توازنه. وعليه، فالأشخاص الذين يعيشون في بلدان لا تشرق فيها الشمس، معرضون أكثر لمجموعة من الأعراض السلبية المسؤولة عن تعكر صفاء مزاجهم.
عندما تحتاج ساعتنا البيولوجية إلى الضوء
يمثل ضوء الشمس المقياس، الذي يسمح للجسم بالتكيف مع بيئته وكذلك مع فصول السنة. فضوء الشمس يشعرنا بالأمان والسكينة ومن دونه يختل إيقاعنا اليومي، كما أن الشمس هي التي تجعل حرارة كوكبنا ملائمة للحياة.
تعلن أشعة الشمس الأولى على بداية يوم جديد، ثم يبدأ كل شيء في العمل وفق نظامه المحدد، ليصبح شعاعها مثل عقارب الساعة تماما.
الشمس منوم طبيعي
نسمع كثيرا عن “الميلاتونين” ولكننا لا نعرفها جيدا، إنها المورفيوس. يتم إفراز هذا الهرمون المسؤول عن النوم الظلام، ثم يبدأ في الانخفاض عند بداية شروق الشمس، ليعد الجسم للاستيقاظ. وهذه المعادلة هي مصدر كل توازن، فمعلوم أن الإنسان إذا عاش في ظلامٍ مستمر تَخْتَلُّ وظائفه الحيوية.
درع واق من الأمراض
يمثل التعرض للشمس أفضل وقاية ضد الأمراض. فمرض التصلب اللويحي ومرض الباركنسون، من الأمراض التي تخف حدتها بفضل أشعة الشمس، لأنها تساعد على تسخين العضلات وتليين المفاصل المتصلبة.
بالمقابل، فإن التعرض الأمثل لأشعة الشمس يخفض من مخاطر ارتفاع الضغط وسرطان الثدي والقولون والبروستات. أما بالنسبة لمتلازمة ما قبل الحيض، فإن الشمس تساهم كذلك في تخفيف آلامها حيث يسمح ضوء الشمس بضبط التوازن الهرموني.
الذكاء بفضل الشمس
للشمس القدرة على أن تبقيك يقضا. كيف ذلك؟ أكدت دراسة حديثة على أن التعرض لحرارة الشمس تساعدك على إنجاز مهمتك بشكل أفضل، مقارنة مع الضوء الأزرق كالذي ينبعث من شاشه الحاسوب. هكذا، فإن أشعة الشمس تؤثر بشكل مباشر على مناطق الدماغ المسؤولة عن الرفع من مستوى اليقظة وتحسين الذاكرة وتطوير التفاعلية الفكرية.
يستهوينا الاستمتاع بأشعة الشمس، لكن مع ذلك، يجب أن نتعامل معها باعتدال وحذر. إذ ليس المنشود هو قضاء ساعات طوال تحتها دون حماية، بل ينبغي الاستفادة منها دون تعريض جلدنا للخطر، فالتعرض السيء للشمس يعد سببا مباشرا في ظهور التجاعيد.