عندما يمتنع الشخص عن التعبير عن عواطفه باللفظ، تظهر هذه الأخيرة من خلال الأمراض التي تسمى “الأمراض النفسية الجسدية”. وتطرح العديد من الأعراض كالقلق والشعور بالضيق، ما يؤثر على وضع أعضاء الجسم.
يعيش أغلبنا التوتر والمشاعر السلبية بشكل يومي. فتتراكم هذه الأخيرة في الأعضاء الداخلية والجهاز العصبي. تلوث هذه المشاعر الجسم والروح وتسبب اضطرابات في مختلف الأعضاء. يؤثر الحزن على الرئتين، الخوف على الكليتين، والغضب على الكبد…
ووفقا للطب الصيني التقليدي، فإن المشاعر هي التي تسبب الأمراض. ولكل عضو عواطفه الخاصة. تسمى هذه الطاقة في الطب الصيني “شي”؛ وهي مرتبطة بالدم. يقول الأطباء الصينيون إن الدم أم الطاقة وإن الطاقة سيدة الدم.
تمثل الكليتان أساس “اليين واليانغ” (أحد أهم المفاهيم في الفلسفة الصينية). لذلك تعتبران أهم مركز للطاقة في الجسم. ترتبط الكليتان بالهيكل العظمي، حاسة السمع والشعور بالخوف. ويؤثر علاجهما على جميع أجهزة الجسم.
يقوم الكبد بتصفية الدم. يضمن تدفق الطاقة في الجسم ويتحكم في تدفق الأفكار. عندما لا تشعرون بالتوتر أو الضغط، يعمل كبدكم بالشكل الصحيح. وتعتبر الحكة، آلام الرأس والدوار من أبرز أعراض إصابة الكبد. الأشخاص الذين ينعمون بكبد صحي يكونون أكثر هدوء، يأخذون القرارات الصحيحة ويتمتعون بمواصفات القادة.
وتظهر أعراض تضرر الكبد من خلال العواطف وكذلك على الجسم. تشمل الأعراض العاطفية الغضب، التهيج، العناد، القلق، المرارة، العنف… إذا لم تعبروا عن هذه المشاعر؛ فإنها ستسبب الاكتئاب أو تقلبات متكررة لمزاجكم.
وتتجلى الأعراض البدنية في مشاكل الدورة الشهرية، التعب، التوتر، تصلب الجسم، الحساسية…
كيف تحدث الصدمات العاطفية؟
تلمس العواطف أكثر الأماكن حساسية في الجسم لتسبب الأمراض التي تسمى ب”النفسية والجسدية”. تنتج هذه الأخيرة عن التوتر، ما يؤدي إلى تلف أجهزة وأعضاء الجسم.
لا يمكن تفادي التوتر كليا في حياتنا. لكن يمكن تجاوزه، لذلك يلجأ بعض الأشخاص إلى المقاربة القائمة على حل المشكل أو القائمة على العواطف؛ حتى يقللوا من حدة شعورهم بالتوتر. تجنب المواجهة ليس مقاربة جيدة؛ إذ يؤدي ذلك على المدى الطويل إلى ارتفاع مستويات التوتر وبالتالي تسريع ظهور الأمراض.
صحيح أن “الحب والمعاناة يمران عبر القلب”، حسب فريق من الأطباء ومختصي علم النفس. غير أن باقي أعضاء الجسم تتأثر أيضا بمشاكل الروح. فالوضع النفسي السيئ يؤثر على القلب والشرايين والجهازين التنفسي والهضمي. كما قد تتأثر أعضاء الجسم الخارجية أيضا كجلد الصدر، الظهر والذراعين.
أكثر المناطق حساسية في الجسم
الأعضاء الأكثر تضررا من الصدمات العاطفية هي:
الظهر: الآلام الشديدة في هذه المنطقة تعني أنكم تحملون حملا نفسيا ثقيلا.
الجهاز التنفسي: عدم القدرة على التنفس أو صعوبته يعني أن بعض الأشخاص، الأوضاع أو الأحداث تسبب لكم الاختناق.
القلب: يرتبط هذا العضو بحياتنا العاطفية. إذ ينبض بسرعة في لحظات السعادة الغامرة.
الجهاز الهضمي: تنتج مشاكل الجهاز الهضمي كالتهاب أو قرحة المعدة عن مشاكل في التواصل مع الآخرين.
الجلد: تعتبر جروح الجلد، البثور أو البقع على الوجه مرادفا للاستياء. إذ تعني أن الشخص لا يشعر بحال جيدة. تشير الأمراض الجلدية إلى عدم رضا الشخص عن وضعه.
الأمراض التي تصيبكم تحمل الكثير من الإشارات. إذ تبين الاختلالات التي قد تعرفها طاقتكم أو عواطفكم. لذا لابد من تعلم فهم تلك الإشارات لتعيشوا حياة سعيدة وصحية.