يعتبر الكبد واحدا من أعضائنا الحيوية، إذ يؤدي عدة وظائف أساسية في الجسم، من بينها التخلص من الفضلات والسموم. لنلق نظرة على هذا العضو المنظف للجسم.
للاستمتاع بصحة جيدة، يجب أن نوفر لجسمنا ما يكفي من العناصر الغذائية اللازمة لتؤدي أجهزته وأنسجته وظائفها بشكل سليم، كما يجب الحرص على تخليصه من الفضلات والسموم المتراكمة فيه. لهذا، علينا الحفاظ على صحة العضو المسؤول عن هذه المهمة، ألا وهو الكبد. لنتعرف عليه من جديد.
محطة فرز متطورة
تخيلوا الكبد محطة للفرز تتوصل بدفقين: الأول قادم من الأمعاء الدقيقة، غني ومليء بالعناصر المغذية، والثاني دموي يأتي من الدورة الدموية. تفتح صمامات الأمعاء الدقيقة ويبدأ عمال المحطة، وهم الخلايا الكبدية، في إزالة المواد السامة كمبيدات الحشرات، الملونات، المواد الملوثة والبقايا البيئية الأخرى. بعد مرورها بالكليتين، تطرد هذه الفضلات عن طريق الصفراء أو البول.
وبالنسبة للصفراء، فيتم التخلص من جزء كبير منها عن طريق البراز. تساعد هذه المادة على طرد الفضلات لكن دورها يتأسس بالخصوص على تحفيز الهضم، إذ تقوم بإذابة الدهون في الأمعاء الدقيقة وتقسمها إلى قطرات صغيرة لتسهيل عمل الأنزيمات الهضمية. لهذا، فعندما لا يشكل الجسم ما يكفي من الصفراء، لن يستطيع طرد فضلاته بالشكل السليم ولا هضم المواد الدهنية جيدا.
لتستمر محطة الفرز في أداء عملها، سنتحدث عن نوعين من الأعشاب الطبية: الأولى تحفز قدرة الكبد على طرد السموم، والثانية تحمي عماله.
أعشاب تعزز القدرة التطهيرية للكبد
تسمح هذه الأعشاب المحفزة، والتي تدعى أيضا بالأعشاب المطهرة، بتخليص الجسم من فضلاته من خلال رفع إفراز الصفراء، كما تعدل مستوى الكولسترول والسكر في الدم بتحفيز وظائف الكبد.
إضافة إلى تنظيف الجسم وتدوير الفضلات المناعية التي تظهر خلال الإصابة بعدوى، مرض مناعي ذاتي أو حساسية موسمية، يقوم الكبد بتخزين السكر بعد تحويله إلى غليكوجين، كما يتكلف بتركيبه عند إفراز الكورتيزول، هرمون التوتر. ويعتبر الكبد أيضا مسؤولا عن تصنيع الكولسترول الذي يستعمل في العديد من العمليات الفيزيولوجية: الخلايا، الدماغ، الهرمونات الجنسية؛ إلخ.، وكذا عن إنتاج البروتينات الدهنية العالية الكثافة والبروتينات الدهنية المنخفضة الكثافة، وهي الناقلات التي تحمل الكولسترول في الدم.
– زهرة الهندباء
“عصر إسفنجة الكبد وشطف مصفاة الكليتين”. إنها عبارة كان يستعملها الدكتور لوكليرك، وهو طبيب اشتهر خلال الفترة الموالية للحرب العالمية الثانية وكاتب اتفاقية العلاج بالنباتات، لوصف زهرة الهندباء.
ضعوا 30 غ من جذورها في قدر، أضيفوا لترا من الماء البارد، غطوا وسخنوا على نار هادئة. أزيلوا القدر عن النار بعد 5 دقائق واتركوا الأزهار تنقع 15 دقيقة قبل تصفيتها. اشربوا فناجين صغيرة من المنقوع في فترات متفرقة من اليوم.
– الأرقطيون
يفضله الكثيرون لمذاقه الجيد، ويستعمل غالبا عندما تتسبب مشاكل الكبد في ظهور أو تفاقم حب الشباب، الاكزيما، أو التهابا المفاصل. استعملوا 40 غ من جذوره (تباع في محلات بيع الأعشاب) في لتر من الماء واتبعوا نفس التعليمات الخاصة بزهرة الهندباء.
أعشاب تحمي عمال الكبد
تحتوي الخلايا الكبدية على بعض العناصر كناقلة أمين الألانين وناقلة الببتيد غاما غلوتاميل والتي لا يفترض وجودها في الدورة الدموية. وإذا حدث ذلك، وهو ما يمكن معرفته عن طريق اختبار الدم، فإنه يعني أن الخلايا الكبدية قد تدمرت وسكب محتواها في الدم، وبعبارة أخرى، أن الكبد يعاني.
في وضع مشابه، تكون الأعشاب المجددة للكبد حليفتكم، إذ تمنع الآثار السلبية للتوتر التأكسدي وتسمح لخلايا الكبد بإصلاح نفسها.
– السلبين المريمي
يعمل السلبين المريمي كدرع واق للكبد، إذ يمنع الالتهاب والتوتر التأكسدي في خلاياه. يكمن استعماله على شكل صبغة، مستخرج السائل الغليسيريني العسلي 10 أو مستخرج النبتة الموحد، بأخذ ملعقة صغيرة مذابة في القليل من الماء، مرتين في اليوم. أشكاله التي تحتوي على نسبة ضئيلة من الكحول أو الخالية تماما منه (مستخرج السائل الغليسيريني العسلي 10 أو مستخرج النبتة الموحد) مناسبة أكثر لكبد مريض.
– إكليل الجبل
حامية للكبد ومدرة للبول، ينصح باستعمال هذه النبتة من قبل الأشخاص الحساسين، لتفادي تهيج جهازهم الهضمي. خذوا غصنا صغيرا طازجا أو ملعقة متوسطة من أوراقه الجافة، وقوموا بنقعها في قدر مغطى مدة 10 دقائق. اشربوه مرتين في اليوم في الصباح والزوال، مع إضافة القليل من العسل عند الحاجة. تفادوا استهلاكه مساء نظرا لتأثيره المحفز.
– الفن المنسي للعلاج المطهر
كان أجدادنا يتبعون هذا العلاج مرتين في السنة. واليوم يخضع جسمنا لضغط كبير ومستمر ينتج عن الإفراط في الطعام والتعرض لمختلف السموم. لهذا ينصح بشدة باللجوء إلى علاج مطهر مرة كل ثلاثة أشهر. ثقوا بشعوركم ولا تتجاهلوا الإشارات التي يبعثها إليكم جسمكم: عسر الهضم، رائحة النفس الكريهة في الصباح، آلام الرأس المتكررة، التقلبات الهرمونية، الطفح الجلدي؛ إلخ.
اكتفوا مدة 10 أيام بأكلات خفيفة، كالخضر المطهية بالبخار مع بعض الأعشاب والقليل من زيت الزيتون والبروتينات الخالية من الدهون (السمك)، أو تناولوا فقط الأطعمة النباتية لبضعة أيام. احرصوا أيضا على النوم ليلا لما يكفي من الوقت وعلى تفادي وجبات العشاء الدسمة والمتأخرة.
ولا تنسوا أن هذا العلاج يستعمل في حالات الإفراط وليس النقص. إن كنتم تعانون من التعب أو سوء التغذية، عليكم اللجوء إلى علاج مختلف.