يعتبر الكبد واحدا من أعضائنا الأساسية؛ إذ يؤدي عدة وظائف ضرورية للجسم، كإزالة الفضلات والسموم. لنلق نظرة على هذا المنظف للجسم.
للاستمتاع بصحة جيدة، يجب أن نوفر لجسمنا ما يكفي من العناصر الغذائية اللازمة لتؤدي أجهزته وأنسجته وظائفها بشكل سليم، وأيضا لتنظيفها من الفضلات والسموم المتراكمة في الجسم. لذلك يجب الحرص على الحفاظ على كبدنا، العضو المطهر للجسم.
لنقم بالفرز!
تخيلوا الكبد محطة للفرز، وستصل رحلتان: دفق غني ومليء بالعناصر المغذية قادم من الأمعاء الدقيقة، وآخر دموي يأتي من الدورة الدموية. تفتح صمامات الأمعاء الدقيقة ويبدأ عمال المحطة –الخلايا الكبدية- في إزالة المواد السامة كمبيدات الحشرات، الملونات، المواد الملوثة والبقايا البيئية الأخرى. بعد مرورها بالكليتين، ترحل الفضلات عن طريق الصفراء أو البول.
وبالنسبة للصفراء، فتتم إزالتها عن طريق البراز. تساعد على طرد الفضلات ويتأسس دورها بالخصوص على تحفيز الهضم؛ إذ تقوم بإذابة الدهون في الأمعاء الدقيقة وتقسمها إلى قطرات صغيرة لتسهيل عمل الأنزيمات الهضمية. لهذا، فعندما لا يشكل الجسم ما يكفي من الصفراء، لن يستطيع لفظ فضلاته بالشكل السليم ولا هضم المواد الدهنية جيدا.
لتستمر محطة الفرز في أداء عملها، سنتحدث عن نوعين من الأعشاب الطبية: تحفز الأولى قدرة الكبد على السموم، وتحمي الثانية عماله.
أعشاب تقوي وظيفة الكبد الطاردة للفضلات
تسمى هذه الأعشاب بالمحفزة أو المطهرة. تعزز تخلص الجسم من فضلاته من خلال رفع إفراز الصفراء، وتعدل مستوى الكولسترول والسكر في الدم بتحفيز وظائف الكبد.
وبالإضافة إلى تنظيف الجسم وتدوير الفضلات المناعية التي تظهر خلال الإصابة بعدوى، مرض مناعي ذاتي أو حساسية موسمية؛ يقوم الكبد بتخزين السكر بعد تحويله إلى غليكوجين، كما يتكلف بتركيبه بعد إفراز الكورتيزول، هرمون التوتر. يعتبر أيضا مسؤولا عن تصنيع الكولسترول الذي يستعمل في العديد من العمليات الفيزيولوجية: الخلايا، الدماغ، الهرمونات الجنسية؛ إلخ.
زهرة الهندباء
"عصر إسفنجة الكبد وشطف مصفاة الكليتين". عبارة كان يستعملها الدكتور لوكليرك بخصوص زهرة الهندباء، مشهور بكونه طبيبا لما بعد الحرب وكاتب اتفاقية العلاج بالنباتات.
ضعوا 30 غ من جذورها في قدر، أضيفوا لترا من الماء البارد، غطوا وسخنوا على نار هادئة. أزيلوا القدر عن النار بعد 5 دقائق واتركوا الأزهار تنقع 15 دقيقة قبل التصفية. اشربوا فناجين صغيرة من المنقوع في فترات متفرقة من اليوم.
الأرقطيون
يفضله الكثيرون لمذاقه الجيد، ويستعمل غالبا عندما تتسبب مشاكل الكبد في ظهور أو تفاقم حب الشباب، الإكزيما، أو مشاكل التهابات المفاصل. يباع في محلات بيع الأعشاب؛ استعملوا 40 غ من جذوره في لتر من الماء واتبعوا نفس تعليمات استهلاك زهرة الهندباء.
عشبة تحمي عمال الكبد
تحتوي الخلايا الكبدية على بعض العناصر كناقلة أمين الألانين وناقلة الببتيد غاما غلوتاميل والتي لا يفترض وجودها في الدورة الدموية. وإذا حدث ذلك؛ ما يمكن معرفته عن طريق اختبار الدم، فإنه يعني أن الخلايا الكبدية قد تدمرت وسكب محتواها في الدم. ما يعني أن الكبد يعاني.
في وضع مشابه، سيساعدكم استعمال الأعشاب المجددة للكبد، إذ تمنع الآثار السلبية للتوتر التأكسدي وتسمح لخلايا الكبد بإصلاح نفسها في أمان.
إكليل الجبل
حامية للكبد ومدرة للبول، ينصح باستعمالها من قبل الأشخاص الحساسين لتفادي تهيج الجهاز الهضمي. خذوا غصنا صغيرا من الحديقة أو ملعقة متوسطة من أوراقه الجافة. قوموا بنقعه في قدر مغطى مدة 10 دقائق. اشربوه مرتين في اليوم في الصباح والزوال، ويمكنكم إضافة القليل من العسل عند الحاجة. تفادوا استهلاكه مساء لأثره المحفز.
السلبين المريمي
بمنعه للالتهاب والتوتر التأكسدي في خلايا الكبد، يعمل السلبين المريمي كدرع واق. يستعمل كصباغة، سواء مستخرج السائل الغليسيريني العسلي10 أو مستخرج النبتة الموحد، يمكنكم استعمال ملعقة صغيرة مذابة في القليل من الماء مرتين في اليوم. أشكاله التي تحتوي على نسبة ضئيلة من الكحول أو الخالية من الكحول مناسبة أكثر لكبد مريض.
الفن المنسي للعلاج المطهر
كان أجدادنا يمارسون هذا العلاج مرتين في السنة. واليوم يخضع جسمنا لضغط كبير ومستمر ينتج عن بقايا الطعام والتعرض لمختلف السموم. لهذا ينصح بشدة باللجوء إلى علاج مطهر مرة كل ثلاثة أشهر. ثقوا إذن بشعوركم ولا تتجاهلوا الإشارات التي يبعثها إليكم جسمكم: بطء الهضم، رائحة النفس الكريهة في الصباح، آلام الرأس المتكررة، التقلبات الهرمونية، الطفح الجلدي؛ إلخ. قوموا إذن بعلاج مطهر لحوالي 10 أيام، مرة كل 3 أشهر. خلال هذه الأيام العشرة؛ كلوا أكلا خفيفا، اكتفوا بالخضر المطهية بالبخار مع بعض الأعشاب والقليل من زيت الزيتون والبروتينات الخالية من الدهون (السمك)، أو تناولوا فقط الأطعمة النباتية لبضعة أيام. احرصوا أيضا على النوم ليلا لما يكفي من الوقت وعلى تفادي وجبات العشاء الدسمة والمتأخرة.
ولا تنسوا أن هذا العلاج يستعمل في حالات الإفراط وليس النقص، فإذا كنتم تعانون من التعب أو سوء التغذية، عليكم اللجوء إلى علاج مختلف.