صارت الكثير من النساء يعانين من الإجهاد في العمل لأنهن يبحثن عن حياة مثالية لا يمكن بلوغها؛ ما يسبب لهن عدم الرضا، التوتر والإجهاد. يرغبن في أن يكن مستقلات ماديا، وينجحن في حياتهن المهنية والزوجية وكذلك كأمهات. مهام كثيرة تتطلب القوة والحكمة!
لتخففي الضغط الناتج عن مختلف الأدوار التي عليك القيام بها، وتسيري في اتجاه يناسبك أكثر في حياتك؛ اتبعي هذه النصائح العشر. هذه المنهجية مستوحاة من علاج القبول والالتزام (ACT)، وهو فرع من فروع العلاج السلوكي المعرفي الذي يهدف إلى تحسين المرونة النفسية.
اقرئي هذه النصائح كإشارات لتتعلمي أن لا تبحثي عن المثالية، وتتفادي الإجهاد البدني والنفسي.
- الحد من الشعور بالذنب
غالبا ما تختار بعض النساء المثالية للهرب من الشعور بالذنب أو غيره من المشاعر السلبية. فتصير المثالية ملجأ لكي لا يواجهن الحقيقة: لست زوجة ولا أما مثالية!
فمثلا؛ قررت خلال العطلة أن لا تتركي طفلك في المدرسة طوال اليوم خلال الأسبوع الأول من الدراسة، وفجأة ظهر ملف مهم للغاية في العمل. عوض التعامل بحكمة مع الأمر، ستحاولين القيام بالأمرين معا في نفس الوقت؛ في سياق من التوتر والشعور بالسوء.
عليك أن تستوعبي أنك لست مثالية، لذا قومي باختيار الأهم بالنسبة إليك. سيجعلك هذا أكثر فعالية وأكثر هدوءا.
- كوني لطيفة مع نفسك
نكون متطلبين تجاه أنفسنا أكثر من الآخرين. فرغم شعورنا التام بالإجهاد، غالبا ما نحاول أن نكون أكثر فعالية. لماذا لا تقولين لنفسك: “حسنا، أنا متعبة كليا بسبب العودة إلى العمل/ الدخول المدرسي/ هذا العمل الجديد، ليس من السهل أن أنظم الأمور جيدا منذ البداية”. “لا يعني هذا أني لم أعد قادرة على العمل، بل أحتاج فقط إلى القليل من الراحة والتنظيم. وإذا تطلب ذلك اهتماما أقل بعملي أو بيتا غير مرتب، فلا بأس”.
- تعلمي أن ترتكبي الأخطاء
عندما تضطر بعض النساء إلى الاختيار بين خيارين؛ يصعب عليهن نفسيا تقبل ارتكابهن لأي خطأ. فيؤجلن القرار إلى وقت لاحق.
تسمى هذه العادة بالتأجيل وهي مرتبطة بالمثالية. تقبلي أنك لن تنجحي في كل شيء، خذي الأمور بنسبية وتعاملي معها بخفة. سيجعلك ذلك تتفادين انهيارك بسبب تراكم التوتر.
- عيشي الحاضر
حاولي القيام بالأمور بكل حواسك، مع الوعي بما يحدث في رأسك وفي جسمك. “في ماذا أفكر عندما أطبخ؟ أنني لا أستمتع لأنني أرغب في أخذ قسط من الراحة؟ أنني أفضل اللعب مع أطفالي؟”
صحيح أننا مضطرون إلى التعامل مع عراقيل الحياة اليومية، ولا نستطيع أن نفعل دائما ما نحب فقط. لكن الإحساس الكلي بما تقومين به، سيعيد التوازن إلى حياتك بجعلك تتفادين القيام بالأمور كإنسان آلي. كما أن ذلك سيعلمك أن تقولي لا للأمور التي ترين أنها ليست لا عادلة ولا ممتعة.
- حددي أولوياتك
لست تحتاجين إلى القيام بكل شيء أو عدم القيام بأي شيء. إذ يمكنك جيدا أن تختاري بين منح وقتك للعمل في فترة، ثم لأسرتك في فترة أخرى.
تستطيعين قبول عمل خارج البلد لمدة 3 أشهر دون أن تكوني أما سيئة أو زوجة أنانية. تعلمي أن تكوني مرنة، تأقلمي مع كل سياق واختاري وفقا للهدف الذي تريدين تحقيقه في الوقت الراهن.
- انسجمي مع الواقع
لن تكوني نفس المرأة في سن 20، 30 أو 50؛ لذلك لا تتوقعي من نفسك القيام بنفس الأمور. تتفاجأ الكثير من النساء بعد تقدمهن في السن (أو بعد أن يصرن أمهات) من تغير أداء أجسامهن، ومن تراجع رغبتهن في العمل أو في الخروج.
عوض التفكير في أن ذلك ليس طبيعيا، عليك أخذ الوقت الذي يمر بعين الاعتبار؛ إنك تتطورين وتنضجين وهذا أمر رائع للغاية.
- ثقي بنفسك
الإنصات إلى نصائح الآخرين أمر جيد، لكن الإنصات إلى صوتك الداخلي يكون أحيانا أفضل. فبعض النصائح، رغم النية الحسنة لأصحابها، قد لا تناسب وضعك. فعندما يقول لك أحدهم “عليك تنظيم وقتك جيدا”؛ نعرف أن ذلك صحيح، لكن حياتك كامرأة قد تجلب لك الكثير من المفاجآت.
كما أن الاستباق والتخطيط الدائمين للأمور يمنعانك من عيش اللحظة الراهنة كليا. ونفس الشيء ينطبق على النصيحة “اتركي الأمور على حالها”. فما يصلح للآخرين لن يصلح بالضرورة لك.
- كوني على وعي بالأفكار النمطية
قد لا يكون من السهل رفض الأفكار الجاهزة، لكن ذلك يستحق العناء. فبعض النساء، رغم شهاداتهن وكفاءاتهن، يخترن التخلي عن العمل أو يكتفين بمنصب بلا مسؤولية ليتمكن من رؤية أطفالهن لوقت أكبر.
يجب أن نعي بضغط المجتمع الذي يحاول حصر المرأة في أدوار معينة. حاولي الانفصال عن بعض القيم التي تلقيتها وأنت صغيرة واطرحي على نفسك هذين السؤالين: “هل هذا عادل ومفيد لي؟” و”هل هذا ما أريده حقا؟”
- حاولي إرساء التوازن بين الواجب والمتعة
غالبا ما نضع “الواجبات” قبل “المتع” في لائحة الأمور التي علينا القيام بها، وننسى ما الذي يعتبر مهما أكثر بالنسبة إلينا.
تقوم الكثير من النساء بتكرار الأشغال اليومية الضرورية، ولا يعين بما يفوتنه حتى بعد أن يشعرن بالإجهاد التام. لا تنسي أن المتعة ضرورية ليكون للحياة معنى!
- ابحثي عن الدعم
لا تستطيعين دفع مصاريف خادمة في البيت أو حاضنة أطفال؛ ولا تدرين ما العمل؟ اطلبي المساعدة من أخت، صديقة أو زميلة. لا تتوقعي أي شيء قبل أن تطلبي ذلك! كما أن هناك الكثير من الطرق لتبادل المساعدة؛ فما سيقدمه لك الآخرون اليوم، تستطيعين تقديمه لهم في فرصة أخرى!