نعلم جميعا أن البلاستيك رخيص الثمن وغير قابل للكسر، ما يجعله مناسبا لتخزين الطعام وحفظه. غير أن البلاستيك يصنع من مجموعة من المواد الكيماوية الخطيرة على الصحة.
ما هي أخطار أواني البلاستيك؟
يعتمد ذلك على المنتجات البلاستيكية التي تستخدمون، لأن بعض الأصناف تحتوي على الفتالات. وتعتبر هذه الأخيرة مجموعة من المواد الكيميائية الخطيرة “المحولة للجنس”، أي أنها تجعل الذكور يصيرون إناثا لدى العديد من الكائنات الحية.
قد تضر هذه المواد الكيميائية بنظم الغدد الصماء (التوازن الهرموني) لدى الحيوانات، ما يسبب سرطان الخصيتين، تشوهات الأعضاء التناسلية، انخفاض عدد الحيوانات المنوية والعقم لدى البعض (الدببة القطبية، الغزلان، الحيتان وثعالب الماء).
لدى الإنسان، تسبب الفتالات العديد من المشاكل الصحية كالولادة المبكرة. كما قد يصاب الرضع الذين تعرضوا للفتالات في رحم الأم بمشاكل سلوكية عصبية؛ حسب إحدى الدراسات الأمريكية حول الموضوع. ثبت كذلك أن الفتالات تسبب ارتفاع حدة التبول الناتج عن مقاومة الأنسولين، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالسكري.
تحتوي بعض الأواني البلاستيكية على البيسفينول-أ، ويعتبر هذا الأخير من مسببات اضطراب الغدد الصماء. ويسبب العديد من المشاكل الصحية خصوصا لدى النساء الحوامل، الأجنة والأطفال، وأيضا لدى البالغين.
ما هي باقي محتويات البلاستيك؟
يصنع البلاستيك الذي يستعمل لتغليف المواد الغذائية كالجبن وغيرها من “متعدد كلوريد الفينيل”، الذي يعرف بكونه مسببا للسرطان. وتعتبر الوكالة الدولية لأبحاث السرطان أن هذه المادة مسرطنة. كما أن تصنيعها يؤدي إلى تشكل الديوكسين، وهي مادة مسرطنة بدورها. نفس الشيء ينطبق على مادة الستيرين، التي تتواجد خصوصا في علب البيض وأواني المطبخ البلاستيكية.
الحرارة تسرع عبور المواد الكيميائية إلى الأطعمة
قام باحثون أمريكيون في إطار إحدى الدراسات في عام 2011 باختبار المنتجات البلاستيكية الشائعة، فوجدوا أن 70% منها تسبب اضطراب مستويات الهرمونات في جسم الإنسان.
بعد وضع البلاستيك في غسالة الأواني أو في “الميكرو-أوند”، فإن 95% من منتجات البلاستيك تقوم بإحداث خلل في مستويات الهرمونات في الجسم.
كما يساهم الاستعمال المكثف لهذه الأواني في تفاعل المواد الكيميائية، غير أن الحرارة تبقى أكبر خطر؛ إذ ترفع خطر انتقال المواد الكيميائية بمعدل 55 مرة.
خطر التعرض لارتفاع ضغط الدم
وحسب إحدى الدراسات الأمريكية المنجزة في عام 2015، فإن بعض أنواع الفتالات الأخرى تستعمل لتقليص الخطر، لكنها أيضا تسبب مشاكل صحية كارتفاع ضغط الدم.
لا يوجد أي نوع من البلاستيك الخالي من الخطر بعد تعريضه للحرارة. إذ أن العديد من المواد الكيماوية تنتقل إلى الأطعمة، ويبقى من الصعب تحديد ما إذا كانت هذه المواد خطيرة أم لا.
نصائح لتقليص حدة التعرض للمواد الكيميائية في البلاستيك
لا تعرضوا حياتكم للخطر بالتعرض المستمر للسموم، كالمتواجدة في علب البلاستيك الخاصة بحفظ الطعام. إليكم بعض التدابير لمساعدتكم على تفادي هذه العناصر الخطيرة:
- اشتروا العلب والأواني الزجاجية عوض البلاستيكية. وتفادوا أيضا استعمال ورق السيلوفان.
- أعطوا لرضيعكم رضاعة زجاجية وتوقفوا عن منح الكؤوس البلاستيكية لأطفالكم.
- اشتروا منتجات مصنعة في شركات تحترم البيئة والحيوانات وتستعمل مواد طبيعية.
- والأهم، أن تتفادوا استعمال “الميكرو-أوند”؛ فقد ثبت علميا أنه يساهم في ظهور العديد من الأمراض.