فترة الرضاعة هي المرحلة التي تلي الولادة، ويكون أول اتصال مباشر بين الأم وصغيرها في تلك اللحظة، عندما يتذوق الصغير حليب أمه من إحدى ثدييها. قد تعتقد بعض الأمهات أن الفائدة تعود على الطفل فقط، لكن الدراسات أثبتت أن الأم أيضا تعتبر المستفيد الأكبر من الرضاعة الطبيعية، إذ كلما طالت مدتها تكون بذلك قد قامت بحماية نفسها من مجموعة من الأمراض.
رغم أن الأطباء والمختصون ينصحون بشدة الأمهات بالرضاعة الطبيعية، إلا أن فئة من النساء لازلن لا يعرفن تحديدا أهميتها، ويعتقد أن كل ما تقوم به هو التسبب في ترهل الثديين، لكن بعد قراءتكم للسطور التالية ومعرفة ما كشفت عنه الدراسات حول أهمية الرضاعة الطبيعية صحة الأم، ستندمون على تفريطكم فيها.
كشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، تمت فيها متابعة مجموعة من الأمهات على مدار25 سنة لمعرفة تأثير الرضاعة الطبيعية على صحتهن، الفئة الأولى 23 في المئة أرضعن أطفالهن مدة شهر واحد، والفئة الثانية 25 في المئة أرضعن أولادهن بين شهر إلى 6 شهور، و43 في المئة أرضعن صغارهم لمدة تفوق 6 شهور.
ومن خلال نتائج هذه التجربة، وبعد بلوغ النسوة حوالي 49 عاما، اتضح أن 54 امرأة أو 6% منهن أصبن بالكبد الدهني غير الكحولي. بينما قل احتمال إصابة النساء اللائي أرضعن أولادهن ستة أشهر على الأقل بأمراض الكبد بنسبة 52%، مقارنة مع الأمهات اللائي أرضعن أولادهن أقل من شهر.
إضافة إلى نتائج الدراسة السابقة، فقد كشفت الخبراء أن الرضاعة الطبيعية تُقلل خطر إصابة الأم بأمراض القلب والشرايين والسكري وبعض أنواع السرطانات.
لهذا على الأمهات عدم التردد في إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي، لمدة تزيد عن السنة، حتى يضمن بذلك صحتهن وصحة أطفالهن مستقبلا.