بعد سن الثالثة، يتحدث بعض الأطفال بطريقة غير مفهومة ومنهم من لا يتحدث إلا قليلا. يجد الوالدان نفسهما عاجزين أمام هذه الحالة، ولا يعرفان ما العمل. كيف تساعدون طفلكم على الحديث بشكل أفضل؟ متى تصير زيارة أخصائي النطق واللغة ضرورية؟ لنعرف أكثر عن الموضوع!
ساعدوا طفلكم على الحديث بشكل أفضل كل يوم
يعرف بعض الأطفال صعوبات في التواصل الشفوي منذ سنواتهم الأولى. يتحدثون قليلا، أو يقولون كلاما لا يفهمه الآخرون. لا يعرف الآباء كيف يتصرفون إزاء وضع مشابه. ويتساءلون كيف سيساعدون ابنهم!
حديث الطفل أقل من 3 سنوات
بعد الولادة؛ تكون عناصر اللغة، التواصل والنمو النفسي والعاطفي كلها متداخلة. إذ يتواصل الصغير باستعمال الصراخ والثرثرة، وهذه الأصوات التي يصدرها هي التي تساعده على تطوير الأعضاء التي تمكنه من الكلام في ما بعد (الفم، الحنجرة، الرئتان، الأنف والحلق). تجتمع هذه العناصر لتمكنه من التفاعل مع محيطه. وتبدأ كلماته الأولى في حوالي الشهر 12. يغني الصغير مخزونه من المصطلحات بالتدريج، إلى أن يبلغ مرحلة استعمال بعض الجمل البسيطة عند السنة الثانية من عمره. ويتبنى لاحقا كلمة “أنا”؛ عند سنته الثالثة في أغلب الحالات.
حديث الطفل ما بين 4 و6 سنوات
يبدأ الصغير في هذه السن بالربط بين الاسم والصفة (النعت)، يستعمل كلمات تقريبية، يبني جملا أكثر تعقيدا ويصرف الأفعال. ابتداء من السنة 6، يصير قادرا على سرد الحروف ويهتم بالمعاني الحقيقية للكلمات. يتعلم القراءة ويتحدث بوضوح؛ فيعرف أن يقول اسمه، سنه وعنوانه حتى.
تأخر الكلام
تأخر الكلام ليس بالضرورة اضطرابا، بل هو مجرد تأخر زمني في تطور اللغة. في هذه الحالة، يتمكن الطفل من التعبير شفويا، لكنه يفعل ذلك بشكل لا يتوافق مع تقدمه في السن. يقول الأخصائيون إن تأخر الكلام يتصف باستعمال مصطلحات محدودة، وبطريقة تعبير موجزة؛ فلا يستعمل أدوات الربط، الضمائر أو كلمة “أنا”. عندما يعاني طفل تجاوز عامين من عمره من هذه المشاكل، يصير الوضع مقلقا نوعا ما. وحينما تستمر هذه الصعوبة في التواصل حتى فترة يضطر فيها الطفل إلى التواجد داخل مجموعة (الروض أو المدرسة)، فلابد من استشارة مختص لإيجاد الحل. فعندما يجد الطفل أن الآخرين لا يفهمونه، تتراجع ثقته بنفسه بشكل كبير. ونشير إلى أنه بعض الحالات، ينتج تأخر الكلام عن اضطرابات صحية أخرى كخلل في السمع.
كيف تساعدون طفلكم؟
يقول المختصون إن تأخر الكلام، يؤدي بالضرورة إلى اضطرابات سلوكية لدى الأطفال بسبب عدم قدرتهم على التواصل. وتبقى أفضل طريقة لمساعدة ابنكم هي معرفة سبب المشكل بالتحديد. كما ينصح بجعله يحتك مع اللغة دون توقف؛ وذلك بالتحدث إليه، اللعب معه واستعمال القراءة والموسيقى. يجب تفادي الضغط عليه لتكرار الكلمات؛ صححوا له أخطاءه واتركوه يحاول تكرارها بنفسه.
ماذا عن اللهاية؟
يتحدث بعض الأخصائيين عن إمكانية تسبب اللهاية في مشكل تأخر اللغة. يضع الطفل لسانه تحت اللهاية ليتمكن من الحديث، ما لا يساعده على نطق الكلمات بالشكل الصحيح. ينصح بتقليص فترات استعمالها خلال النوم، بعد بلوغه الشهر 12؛ والاستعداد للتخلص منها نهائيا عند السنة الثانية من عمر الطفل. وذلك لإزالة أية عراقيل قد تعيق تطور اللغة لديه.
لا تترددوا في زيارة مختص في النطق واللغة
يتردد الكثير من الآباء في استشارة الطبيب، وينتظرون بلوغ الطفل 4 أو 5 سنوات اعتقادا أن المشكل سيختفي لوحده. ينصح بزيارة مختص في النطق واللغة في أسرع وقت ممكن. إذ سيشخص الطبيب وضع الصغير ويقدم لكم أفضل النصائح حول كيفية التعامل معه في تلك الفترة.