تكون الاتصالات الهاتفية في الغالب للتواصل مع الأقرباء أو في حالات الطوارئ. غير أن تراجع هذه العادة (الاتصالات الهاتفية) قد أدى إلى ظهور نوع خاص من القلق. لكن الحلول دائما موجودة.
قبل بضع سنوات، كانت كل أسرة تتوفر على هاتف ثابت في البيت. ثم جاءت الهواتف النقالة والانترنيت. الرسائل الفورية، الرسائل الإلكترونية، التطبيقات، الرسائل القصيرة… دون حتى أن نعي بذلك، صارت الاتصالات مخصصة للأقارب أو حالات الطوارئ. صرنا اليوم قادرين على فعل أي شيء دون الحديث مع شخص آخر: طلب الطعام، التحدث إلى الزملاء، أخذ موعد لدى الطبيب؛ إلخ.
خلال هذه التطورات، أصبح الكثيرون يعانون من نوع من القلق المرتبط بالاتصالات الهاتفية. لماذا. صار الاتصال يحمل في طياته عنصر المفاجأة والشك. يصعب على الأشخاص الذين يعانون من هذا القلق أن يتعاملوا مع المواقف غير المتوقعة، لذلك تصير المحادثة الهاتفية أصعب من التفاعل عن طريق الكتابة. ويتعلق الأمر كذلك بطبيعة الشخص الذي تحدثونه؛ إذ لا نكون مرتاحين مع الأشخاص الذين لا نعرفهم جيدا أو نهائيا.
كيف تتجاوزون هذا الخوف؟
من أول مسببات هذا المشكل، تراجع حدة الحديث في الهاتف على عكس الماضي. إضافة إلى كون الحديث في الهاتف يتطلب جوابا فوريا دون تفكير مسبق؛ ما قد يشعر الشخص بالقلق من ارتكابه لخطأ ما، من عدم فهم مخاطبه أو من مقاطعته.
ما هو الحل إذن؟ تكمن المرحلة الأولى في الوعي بهذا القلق. ثم حاولوا ألا تتفادوا المواقف التي تسبب الشعور بعدم الأمان. حاولوا تهدئة الشعور بالقلق بتدوين بعض الأفكار قبل الاتصال. وعندما يرن الهاتف؛ تنفسوا، ثم حددوا مهلة زمنية للاتصال وأخبروا الشخص بأدب أنكم لا تتوفرون على الكثير من الوقت للحديث. قد يبدو لكم هذا الأمر غريبا؛ لكن الحل لتجاوز قلق الاتصالات الهاتفية هو الحديث أكثر عبر الهاتف!