يتميز بعض الأطفال في مختلف المراحل العمرية بالنشاط الزائد وكثرة الحركة، مما يؤثر على وتيرة نومهم، وهو الأمر الذي يُزعج أغلب الآباء الذين يجدون صعوبة لجعل الطفل ينام باكرا. وحتى ينعم بليلة هادئة ويغوص في نوم عميق، قد يضطر بعض الوالدين إلى استخدام الأدوية المنومة التي تساعد الصغير على الاسترخاء والنوم في وقت محدد. فهل لهذا تأثير على الصحة؟
من أكثر الأدوية التي تلاقي إقبالا كبيرا من طرف الناس، والمتواجدة بكثرة في الصيدليات الكبرى، نجد الأدوية المنومة.
بالنسبة للباحثين في هذا المجال، فقد رأوا أن إعطاء الطفل لهذا النوع من المنومات يُعيق قدراتهم على التعلم والنمو والتفكير. ويقول الدكتور مارتن فرانك ” إن هذا النوع من الأدوية لا يجعل الطفل ينام براحة كما يُعتقد”.
وفي إحصائيات قدمتها الهيئة الأمريكية للدواء والغذاء، كشف أن نسبة استخدام تلك الأدوية للأطفال ازدادت في العالم بحوالي 30 في المئة.
مما اضطر الهيئة الأمريكية لمطالبة الشركات المصنعة لهذا النوع من الأدوية، بتوضيح مخاطرها وأضرارها على الصحة. والتي تتمثل في التأثر على الجهاز العصبي للصغير، حيث تُسبب الخمول لبعض مراكزه. وفي بعض الحالات يُصاب الطفل بحساسية تجاه هذا النوع من الأدوية، من خلال انتفاخ الوجه واضطرابات في النوم، إضافة إلى تدني الشهية وتشوش ذهني، خصوصا إذا تم إعطاءها للصغير بشكل مستمر.
ومن بين الأضرار الصحية للاستعمال المتكرر للمنوم، تأخر النمو العقلي للطفل، اضطراب مزمن في الجهاز التنفسي، مثل التهاب القصبات الهوائية أو الإصابة بالربو. إضافة إلى الحساسة تجاه الصوت المرتفع والضوء.
وبالنسبة لسلوك الصغير، فقد يتغير مزاجه ويُصبح عدواني مائل إلى العصبية والغضب، وهو ما يُفسر بكاء الطفل الصغير بقوة فور استيقاظه بعد نوم طويل بالمهدئات.