اكتشاف العالم
في بداية حياته، لا يكون الطفل واعيا تماما بالعالم الذي يحيط به. تعطونه ليشرب عندما يشعر بالعطش، تلبسونه الثياب عندما يحس بالبرد، دون أن يكون في حاجة إلى فهم العلاقة بين السبب والنتيجة. ثم يبدأ وعيه بالعالم الخارجي تدريجيا، ويعمل دماغه بشكل منطقي. يبدأ الطفل رحلة اكتشاف العالم، فيتجه نحو الآخرين ويحاول أن يتفاعل مع بيئته أكثر فأكثر. في نفس السن الذي يتقنون فيه الكلام، تبدأ سلسلة الأسئلة اللانهائية للأطفال لفهم ما يحيط بهم.
كونوا صبورين مع أبنائكم
إذا كان طفلكم يطرح كل تلك الأسئلة، فلأنه يحتاج إلى الأجوية. عليكم أن تظهروا الصبر وتحاولوا الإجابة على كل سؤال يطرحه حسب عمره. قد ترون أحيانا أن بعض التفسيرات العميقة قد تصدمه. المهم هو أن لا تجعلوه دون أي جواب. إذا لم تتمكنوا من تتبعه، اطلبوا منه أن يسألكم لاحقا أو أن يتجه إلى شخص آخر. سيفهم حينها أنكم تولون الأهمية لأسئلته. وفي المقابل، لا تحاولوا أن تشرحوا له كل شيء. يفضل أن تنتظروا أن يبادر هو بسؤالكم. إذ يعني ذلك أنه صار جاهزا لسماع الجواب.
قوموا بإرساء علاقة من الثقة مع صغيركم منذ عامه الثالث
غالبا ما تكون المواضيع التي يطرحها الأطفال غير متوقعة وقد تصدمكم بعض أسئلتهم؛ كتلك المتعلقة بالجنس مثلا. إذا شعرتم أنكم غير قادرين على الجواب، أخبروا طفلكم بذلك وانصحوه بالبحث عن الجواب بوسائل أخرى مثل الكتب. الأهم هو أن تعطوا للطفل جوابا دقيقا قدر الإمكان. واعلموا أيضا أنه يحاول أحيانا أن يجربكم بأسئلته تلك. لا تشعروا بالذب إذا كنتم عاجزين عن الإجابة، إنها الفرصة المثالية لتظهروا له أنكم لستم خارقين وهناك أمور كثيرة لا تعرفونها. كونوا صادقين في أجوبتكم حتى تبنوا علاقة قائمة على الثقة مع طفلكم.
قولوا الحقيقة لطفلكم
يفهم الطفل ما تقولونه بشكل غريزي، كما أنه قادر على كشف الكذب رغم صغر سنه. إذا سألكم عن مواضيع مثل الجنس أو الأمراض الخطيرة؛ تفادوا المراوغة في الجواب أو الكذب. فقد يخلق لديه ذلك مخاوف رهيبة. قدموا له أجوبة دقيقة، حتى تعطوا معنى للواقع الذي يحيط به وتشعروه بالاطمئنان.