تعتبر الولادة منذ الأزل حقلا خاصا بالنساء، حيث لا مكان فيه للرجل. لكن الأمور اليوم بدأت في التغير، حيث أصبح حضور الأب المستقبلي ومساعدته ضروريين منذ الأيام الأولى من الحمل. فما دوره إذا وماهي مسؤولياته؟
الدعم المعنوي
على عكس الأمهات، فالآباء لا يعيشون أشهر الحمل التسعة بنفس الحدة. لذا، فالعلاقة العاطفية المتينة التي تخلقها الأم مع صغيرها تكون استثنائية. في العديد من الحالات، يرافق الزوج الأم المستقبلية طوال فترة حملها. غير أن دوره لا يتوقف عند إشباع رغباتها غير المألوفة أو الوصول فجأة إلى المستشفى يوم الولادة، بل يتجلى في إعطاء دعم معنوي ضروري خلال هذه المرحلة الحرجة، سواء كان ذلك من خلال حضوره جلسات الفحص بالصدى، الحديث مع صغره، مساعدة الأم في البيت، تحضير غرفة الطفل وربما أيضا حضور الولادة.
هكذا، يتمكن الآباء من إضفاء لمسة من السعادة على الحياة الزوجية، توفير الدعم النفسي للأم ومساعدتها على مكافحة اكتئاب ما بعد الولادة.
علاقة الأب بصغيره
لابد أن الزوج قد جهز نفسه بطريقة ما لاستقبال صغيره. وبما أنه يعيش أول لقاء له به يوم الولادة، قد تكون ردة فعله غريبة، وقد ينفعل لفكرة حمل الصغير في البداية، لكن ثقته ستزداد مع الوقت. إضافة إلى ذلك، كلما شارك الأب في رعاية طفله بشكل مبكر، كلما كان التطور المعرفي، العاطفي والاجتماعي لهذا الأخير أفضل. على الأم إذا تشجيع الأب على ذلك، فحضوره سيوفر لها الدعم في اللحظات الصعبة، كما سيمكنه من اكتشاف طفله وعلى ربط علاقات قوية به، كما قد تكتسيه الرغبة في تحضير حمامه، تهدئته، معانقته أو أخذه في نزهة.
إذا كان الأب غير مرتاح تماما عند الاعتناء بالطفل، فسيجد بالتأكيد طريقة أخرى لتقديم المساعدة كالذهاب إلى التسوق أو الاعتناء بباقي الأطفال. المهم أن لا تنسوا أن الأبوين يشكلان فريقا قويا وقادرا على تقديم الأفضل لصغاره.