مع تطور بعض الطرق العلاجية ومختبرات صناعة الأدية، يتخلى الكثير من الأشخاص على دور التغذية في الحفاظ على صحة جسمهم وذهنهم. إذا عدنا إلى الكتابات القديمة للطب الصيني مثلا، نجد أن التغذية تشكل 50 % من مسببات المرض والشفاء، حقيقة لا يمكن إلا التأكيد على صحتها في عصرنا الحالي.
مرض ألزهايمر، آفة متنامية
في المغرب، يعاني حوالي 150 ألف شخص من هذا المرض، مع ظهور 20 إلى 30 ألف حالة جديدة كل سنة.
غالبا ما يتجاهله الناس، غير أن هذا المرض التنكسي لا يتوقف عند تدهور الوظائف الفكرية والمعرفية، بل يؤدي أيضا إلى انخفاض كبير في متوسط العمر المتوقع للمرضى. ويبلغ هذا الأخير في المتوسط 8,5 سنوات بعد تشخيص المرض. غير أن الرقم يختلف من شخص لآخر ليتراوح بين 3 و20 سنة.
أخذت حالة عته هذه المرأة الكبيرة في السن تسوء أكثر فأكثر
منذ 4 سنوات، لاحظ مارك هيتزر أن أمه البالغة من العمر 82 سنة تنسى كثيرا. أخذت الأمور بسرعة منعطفا مقلقا للغاية، ما جعله يدخلها إلى المستشفى من أجل سلامتها. بلغت حالتها درجة كبيرة إذ لم تعد تتعرف على ابنها. وحدث لها مرارا أن تتهم الممرضات باختطافها.
"عندما كانت والدتي في المستشفى، كانت تعتقد أنها في فندق، لكن الأسوأ هو أنها لم تتعرف علي واتصلت بالشرطة اعتقادا منها أنها اختطفت." يقول مارك.
بعد فقدان والده بسبب نوبة قلبية في عام 1987، شعر مارك خلال معركة والدته ضد هذا الخرف أنه فقد والديه الاثنين. لذا قام بكل ما يستطيع لإيجاد حمية ووصفات يمكن أن تساعد على منع ظهور الزهامير سريعا.
الحل المذهل والفعال
بعد العديد من الأبحاث، اكتشف مارك ووالدته أن الكثير من بلدان البحر الأبيض المتوسط لا تعرف انتشارا كبيرا لمرض الزهايمر على عكس دول الغرب، وذلك بفضل أسلوب التغذية. فقاما بتحضير حمية تقوم على العادات الغذائية لهذه البلدان، والتي تقوم أساسا على أطعمة "محفزة للدماغ" كالجوز والتوت.
وقد صرح مارك قائلا: "نعرف جميعا عن السمك، لكن هناك أيضا التوت، الفراولة، جوز البرازيل والجوز. تتوفر هذه الأخيرة على شكل خارجي شبيه بالدماغ، وذلك للإشارة إلى كونها مفيدة لهذا العضو."
بدأت والدته سيلفيا تتناول أطعمة أخرى كالبروكولي، الشوفان، البطاطا الحلوة، الشاي الأخضر والشكولاتة السوداء. مع مرور الأشهر، بدأت تستعيد مشاهد من ذاكرتها، فكانت المعجزة !
بتبنيها للتمارين البدنية والذهنية والتفاعل الاجتماعي، كانت ذاكرة سيلفيا تتحسن باستمرار. يقول ابنها: "يعتقد الناس أنه بمجرد تشخيص المرض، تنتهي حياتهم. ستعيشون أياما جميلة وأخرى لا، لكنها ليست النهاية."
الوسيلة التي أثارت إعجابا كبيرا
منذ ذلك الحين، قامت إحدى منظمات المملكة المتحدة الخاصة برعاية مرضى الزهايمر بتبني طريقة مارك وسيلفيا، إذ نشرت حميتها الغذائية، وصفاتها وتمارينها على مدونتها. وتكريما لمجهودات الأم من أجل مساعدة المصابين بالخرف، دعتها المنظمة لحضور واحدة من حفلات "كاردن بارتي" التي تنظمها الملكة إليزابيث.
"بالنسبة لأمي، علمها أنها ساعدت أشخاصا آخرين ساعدها أيضا… ما قمت به، قمت به من أجلي والدتي، علما أنها من قامت بالأصعب. أما إذا استطعنا أن نساعد أشخاصا آخرين بفضل ما فعلنا، فسيكون ذلك مذهلا." صرح مارك.
مارك وسيلفيا من بين الأشخاص الذين لم يظلوا مكتوفي الأيدي رغم خطورة مرض الزهايمر. ويجب أن يذكر مجهودهما العالم أجمع أنه حان الوقت لنتجه نحو الطبيعة، لأنها تملك علاجات للعديد من الأمراض التي تهدد اليوم الأشخاص من مختلف الأعمار !