نعلم جميعا مدى أهمية النوم للحفاظ على صحة البدن والذهن. إذا كانت فترته تشكل أهمية كبيرة، فإن طريقته لا تقل عنها أهمية.
ففي الحقيقة، يمكن للنوم على الجانب الأيمن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصحة؛ خصوصا للأشخاص الذين يعانون من الربو أو من انقطاع التنفس أثناء النوم ! لنكتشف لماذا ينصح مقومو العمود الفقري بعدم النوم على الجانب الأيمن أبدا…
يمكن للنوم على الجانب الأيمن أن يؤدي إلى مشاكل في القلب:
يتواجد القلب في الجهة اليسرى من الجسم بنسبة 80 %. ويقول الخبراء إن النوم على الجانب الأيسر يحفز صحة القلب بشكل بسيط وطبيعي، وذلك لأن الدورة الدموية تتم في راحة أكثر.
فعندما تنامون على جانبكم الأيمن، تمنعون الجسم من ضخ الدم بالشكل الصحيح وبالتالي القلب أيضا من العمل بالشكل الصحيح ! في حين أن نومكم على الجانب الأيسر يساعد كذلك على تحسين أداء الشرايين (أوعية دموية تنقل الدم من القلب إلى باقي الأعضاء).
النوم على الجانب الأيمن قد يصعب عملية الهضم:
عند النوم على الجانب الأيمن، يسهل على العصارة الهضمية أن تتدفق نحو المريء؛ ما يسبب حرقة المعدة. أما إذا نمتم على الجانب الأيسر، فستحفزون إفراز أنزيمات البنكرياس التي تساعد على عملية الهضم، وكذا على تقليص خطر الإصابة بالتهاب في المعدة أو البنكرياس !
النوم على الجانب الأيمن لا يحفز أداء الجهاز اللمفاوي:
يتكون الجهاز اللمفاوي من عدة أعضاء كالطحال، اللوزتين والأوعية اللمفية التي تحتوي على اللمف، وهو سائل شفاف يتحرك بفضل تقلص العضلات. ويكمن الدور الأساسي للجهاز اللمفاوي في تجفيف العناصر غير الضرورية في مختلف أنسجة الجسم؛ وذلك لتسهيل التخلص منها.
وعلما أن أغلب أعضاء الجهاز اللمفاوي تتواجد في الجانب الأيسر، فإن النوم عليه يسهل العديد من وظائف الجسم، ما يساعده على التخلص من سمومه بشكل أفضل.
كيف تنامون بالطريقة الصحيحة؟
لتحسين جودة نومكم، لابد من تبني مجموعة من العادات التي ستساعدكم على النوم بطريقة أفضل بعد أن قررتم النوم على جانبكم الأيسر عوض الأيمن.
ابدؤوا أولا بتفادي استهلاك المشروبات المنبهة كالشاي أو القهوة (بعد الخامسة مساء). وتناولوا منقوع نبتة مهدئة قبل النوم (البابونج مثلا). واحرصوا كذلك على تناول طعام خفيف خلال المساء…
وفي الأخير، وكما قلنا وسنقول دائما: احرصوا على عدم استعمال الأجهزة الإلكترونية (الهاتف، الحاسوب، التلفاز) قبل الخلود إلى الفراش.