عدم إنهاء الطفل لطعامه من أكثر الأمور التي تُقلق الأم وتجعلها مستاءة، اعتقادا منها أن هذا التصرف لن يُساهم في نمو طفلها، وقد يتسبب له في أضرار صحية مستقبلا، وتضطر أغلبهن لإجبار الأطفال على إكمال أطباقهن، باستخدام نبرة صوت قاسية، أو بتهديده من حرمانه من شيء يُحبه أو معاقبته في حال لم يُنهي طعامه بالكامل.
رُبما تعتد الأمهات أن قيامهن بإجبار الصغار على عدم ترك أي أثر للطعام، أمر طبيعي ومُباح طالما يصب في مصلحة الطفل، لكن ماذا لو اتضح العكس؟ هل ستسمرين في إرغام صغيرك على إنهاء طبقه؟
حسب ما ينصح به أخصائيو التغذية، فإن هذه العادة التي تقوم بها أغلب الأمهات لن تفيد صغيرك بقدر ما هي تضره، لأنها تمنعه من تطور الإحساس بالشبع والجوع، كما يتسبب ذلك في أضرار نفسية للصغير، ما يجعله يفقد شهيته للأكل، لأنه يعرف جيدا ما سينتظره من توبيخ في حال لم يُكمل الطبق.
زيادة على كل ما سبق، قد تتولد بعض الحساسية في العلاقة التي تجمع الطفل بأمه، ويُصبح مستاء وغاضبا منها دائما، لأنه برأيه تُرغمه على فعل شيء لا يُحبه بل أحيان يكرهه.
وفي كثير من الأحيان، تتسبب هذه العادة في إكساب الطفل للوزن، وبالتالي يُصاب بالسمنة، ويتعرض لمجموعة من المخاطر الصحية، بسبب كمية الأكل التي تُرغمه الأم على تناولها يوميا، اعتقادا منها بذلك أنها تُغذيه جيدا، ويبدأ ذلك منذ أن كان رضيعا، إذ تقوم بعض الأمهات بإرضاع الصغير كميات كبيرة من الحليب، قد يكون في حاجة لنصفها فقط.
وكنوع من الحيل التي يقوم بها الصغار لإسكات غضب أمهاتهم، يقومون بتخزين الطعام خلسة في فمهم، أو مُحاولة تقيئه، مما يجعلهم عُرضة للاختناق.
-إذا كان صغيرك من النوع الذي يرفض إكمال طعامه ننصحك باتباع الخطوات التالية:
-بدلا من تهديده بمعاقبته في حال لم ينه طعامه، يُمكنك مكافئته على ذلك، حتى يتشجع ويُنهي طبقه بكل فرح وسرور.
-إذا كان طفلك لا يُفضل تناول نوع من الأطعمة، يُمكنك التحايل عليه وإدراجها في أطباق يُحبها، حتى لا يستشعر مذاقها.
-زيني الطبق واختاري ألوانا تجذب أنظاره وفضوله لتذوق جميع الطعام، والتهامه.
-احرصي على عدم تقديم أي طعام لصغيرك قبل ساعتين أو ثلاث ساعات على الأقل من وجبته الرئيسية، حتى يعزز ذلك شعوره بالجوع.