يؤثر المحيط العائلي الذي كبرنا فيه وطفولتنا على حياتنا في فترة الشباب. لذا، فإدراكنا لبعض الجروح العاطفية التي تولدت لدينا خلال هذه المرحلة سيساعدنا على إصلاح سمات شخصيتنا كما سيدفع الآباء إلى تصحيح طريقتهم في تربية أبنائهم.
للمشاكل التي تواجهنا خلال مرحلة الطفولة تأثير قوي على كيفية تعاملنا مع الصعوبات التي قد تواجه حياتنا في مرحلة الشباب. بكلمات أخرى : تحدد طفولتنا كيف ستكون جودة حياتنا في فترة الشباب، حيث تتحدد ملامح الشخصية الناضجة غالبا حسب 5 جروح عاطفية، أو حسب تجربة مؤلمة من الطفولة.
فما هي تلك الجروح وكيف نتجنبها ؟
الخوف من الهجر
يتشكل لدى الطفل الذي يهجر في صغره لأي سبب كان، خوفا كبيرا من الوحدة في فترة الشباب. خوف من أن يهجر، فيتخلى غالبا عن شخص في حياته أو عن مشروع في بدايته. وتكون تلك هي طريقته في الدفاع عن نفسه، يَترُك قبل أن يُترَك. الخوف من الرفض عند هذا النوع من الأشخاص هو دائم، ويترجم من خلال أفعالهم وتصرفاتهم مع محيطهم الاجتماعي والحياة ككل. يجب أن يعمل هؤلاء الأشخاص على التغلب على هذا الخوف من الوحدة والرفض. إذ طالما أن فكرة أنهم وحيدون تولد لديهم إحساسا بالهلع، لن يتمكنوا من الشفاء من جروحهم.
الخوف من الرفض
يولد الرفض جرحا عميقا عندما يعاش في فترة الطفولة. هذا الجرح يحدد سلوك الشخص إلى درجة أن يعتبر نفسه غير مستحق للعاطفة. بهذا التفكير وبخوفه من الرفض، ينتهي هذا الشخص بالعزلة في فراغه الداخلي. يتصف الشباب الذين عانوا من الرفض أثناء الطفولة بالمراوغة، ميولهم لخوض المخاطر وإصرارهم على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم. وعندما يتخلصون من أعباء هذا الجرح وينجحون في مواجهة هذا الخوف لن ينزعجوا من ابتعاد بعض الأشخاص عن حياتهم ورفضهم لهم.
الخوف من الاستهزاء
عندما يصف الآباء أبنائهم بالأغبياء مثلا، فإنهم ليسوا على دراية أنهم يحطمون احترام الأبناء لذاتهم. بتلقي هذا الطفل مثل هذه المعاملة يقتنع بأنه يتم معارضته وانتقاده. في سن الشباب سيجد نفسه صاحب شخصية اتكالية. كما يمكن له أيضا أن يطور آلية للدفاع عن نفسه باستهزائه هو الآخر من الآخرين، فيبدأ بمعاملة من حوله بقسوة وأنانية. للتخلص من هذا الخوف ينصح الشخص بالعمل على تفهم مخاوفه واحتياجاته ليكون شخصية مستقلة وحرة.
الخيانة
يعد الآباء أطفالهم بأشياء كثيرة وعندما لا يتم احترام هذه الوعود، يحس الطفل بالخيانة وأنه لا يستحق ما وعد به. هذا الشعور السلبي يكون شخصية متلاعبة، قوية تريد التحكم بكل شيء. يفتقر الأطفال الذين تعرضوا لهذا النوع من المشاكل خلال طفولتهم إلى التسامح والصبر ومعرفة كيفية العيش. يجب عليهم العمل على هذه المحاور الثلاث وتعلم تفويض مسؤولياتهم.
الظلم
عندما يكبر الطفل مع والدين باردين واستبداديين يطلبان منه القيام بالكثير من الأشياء التي تفوق قدراته، يرى نفسه ضعيفا عاجزا ليس له فائدة. وهذا الشعور الذي يولد في الطفولة يبقى ملازما له في مرحلة الشباب. يسهل معرفة هؤلاء الأشخاص بفضل تصلبهم بالرأي وعطشهم للحكم. إنهم أيضا غير قادرين على أخذ أي قرار بثقة، مهوسون بالترتيب والكماليات. من الضروري لهؤلاء العمل على تغيير تصلبهم بالرأي وانعدام ثقتهم، ليتمكنوا من الثقة بالآخرين والوصول لغياتهم بمرونة.