يعتبر الكثير من الناس أن أكل السمك أمر صحي. وهذا صحيح، بل ضروري لتكون التغذية متوازنة، وذلك بفضل غناه بالعناصر المغذية وبالفيتامينات. من بين الأسماك الأكثر شعبية، نجد التونة. لكن تناولها معلبة قد يشكل خطرا على الصحة. لنفهم أكثر.
فكروا في هذه النقاط السبع قبل فتح علبة التونة:
نسبة كبيرة من الصوديوم
تتميز علب التونة بشعبية كبيرة في أوساط الرياضيين، وذلك لنسبها الكبيرة من البروتينات التي تنمي العضلات. غير أن علبة تونة واحدة قد تحتوي على أكثر من 600 مغ من الصوديوم، ما قد يرفع ضغط الدم ويسبب الانسداد الوعائي (انسداد مفاجئ لشريان أو وعاء دموي).
امتصاص المعادن الثقيلة
تعتبر التونة من الأسماك المفترسة، أي أنها تتغذى على أسماك صغيرة وتستهلك في النهاية المعادن الثقيلة كالزئبق؛ فتتراكم هذه الأخيرة على طول السلسة الغذائية. عندما يأكل الشخص التونة، فإنه يبلع هذه المعادن أيضا. حسب منظمة الصحة العالمية؛ فإنه يمكن لكمية صغيرة من الزئبق أن تضر بالجهاز الهضمي، الكليتين، الجلد والجهاز المناعي. كما أن تناول نسبة كبيرة من الزئبق يمكن أن يرفع من خطر التعرض للأزمات القلبية ليبلغ 70%، كما قد يسبب تلفا في الدماغ يظهر من خلال مشاكل في التركيز واضطرابات معرفية أخرى. رغم أنه في غالب الحالات، يكون تركيز الزئبق في السمك قليلا، لكن احتمال الخطر وارد عندما تستهلكونه بانتظام.
تربية التونة
يرتفع الطلب على السمك في جميع أنحاء العالم، بينما يستمر مخزون الأسماك في التراجع. وقد أدى هذا الوضع إلى انتشار ظاهرة تربية الأسماك. تنمو التونة في مزارع سمكية في بيئة مزدحمة، فيتم تسمينها ثم بيعها. تساهم هذه التربية في الإضرار بموارد الصيد، وذلك للكمية الكبيرة للسمك التي تتغذى عليها التونة؛ ما يفاقم من ظاهرة الإفراط في صيد السمك.
المواد الكيميائية
صارت المحيطات حاليا ملوثة للغاية، ومليئة بالمواد السامة التي يستهلكها السمك بشكل سلبي. تتضمن هذه المواد الكيميائية “ثنائي الفينيل متعدد الكلور” و”الديوكسين”، وهما مادتان مسرطنتان تتواجدان في الطبقة الدهنية للعديد من الأسماك.
خطر التسمم الغذائي
قد يشكل تناول سمك المزارع أو السمك المعلب خطرا كبيرا. حسب المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن 75% من حالات التسمم الغذائي في العالم هي ناتجة عن استهلاك هذه العناصر المتواجدة في البحر. غير أن طراوة الطعام وطريقة طبخه يلعبان دورا أساسيا في هذه الحالات.
صيد التونة يقتل الدلافين
التونة ليست الكائن البحري الوحيد الذي يقع في فخ الشباك الضخمة؛ إذ إن الدلافين، القروش وأصناف حيوانية أخرى كثيرة تموت في النهاية مع التونة.
تلوث المحيطات
تعتبر صناعة الصيد من أكبر المسؤولين على تلوث المياه في العالم. فالشباك، البكرات وآليات أخرى خاصة بسفن الصيد، كلها معدة بقطع من البلاستيك ومن المعدن، والتي غالبا ما تظل في الماء. يعتبر هذا النوع من التلوث مميتا للحياة في البحر، وبالخصوص للطيور المائية البرية؛ والتي غالبا ما تخلط بين البلاستيك والطعام، تقع في الفخ ويكون مصيرها أحيانا هو الاختناق.
كما قد تلاحظون، فإن الصيد واستهلاك التونة ليسا عمليتين مسالمتين كما كنتم تعتقدون، بل يشكلان جزءا من مشكلة مهمة.
إذن، أي سمك نستهلك؟
إذا كنتم ترغبون في الاستمرار في الاستمتاع بالسمك، فلابد من الانتباه إلى كيفية صيده، مصدره، وطريقة تربيته. نضع بين أيديكم أسماء بعض الأنواع التي ينصح باستهلاكها، لأنها لا تدخل في إطار الإفراط في الصيد، كما تتم تربيتها في ظروف جيدة:
- سمك القد القادم من المحيط الهادئ، الإسقمري، السردين، سلمون المحيط الهادئ، سمك موسى، التروتة، طربوت أوربا، التونة البيضاء، و”الدوراد” الرمادي.
أما بالنسبة للأسماك التي ينصح بتفاديها؛ لكونها تعاني من الإفراط في الصيد، في طريق الانقراض أو تتم تربيتها بشكل يضر بالبيئة، نجد:
- ذئب البحر، سمك “الراي”، القرش، سلمون الأطلسي، التونة الحمراء، سمك أبو سيف، سمك القد، الهلبوت القادم من المحيط الأطلسي وجرينلاند، و”الدوراد” الوردي.