إن لـدى اليدين والقدمين اتصال وثيق مع باقي أعضاء الجـسم بواسطة شبكة عـصبـية. حـيث يتوافق كل عضو أو جزء من الجسد مع منطقة أو نقطة خاصة بردة الفعل المنعكس الموجودة باليدين، أو بالقـدمين أو الأذنين. وتسمح معرفة تمركز هذه النقاط المختلفة بإزالة الضغـوط ومساعدة الجسم على استعادة توازنه الطبيعي. ويسمى هذا المفهوم بعـلم الرفلكسولوجي، أو ما يصطلح عليه علم الانعكاس.
تعود جـذور علم الانعكاس إلى أكثر الحـضارات قـدما كالحـضارات الـمصريـة والصيـنية. وأصبحت متداولة لاحقا في الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل القرن العشرين عند بدء العديد من الأطباء وأخصائي الطب الطبيعي بدراسة الخلايا العصبية في منطقتي اليدين والقدمين.
تسمح طريقة الانعكاس الطبيعـية والسهلة بتحـسين صحة الإنسان. ففي هذا العلم، يتم استخـدام تقنية العلاج بالتدليك لتحفيز وظيفة العصب، خاصة على مستوى راحة اليد وباطـن القـدم. تتصل كل خلية عصبية بغـدد وأعضاء مختلفة من الجسم.
يساعد الانعكاس على توفير حياة صحية أكـثر وسعـيدة بطريقة مدهشـة. حيث يستطيع التخفيف من آلام الرأس، وأعراض البرد، والتوتر وغيرها من الآلام فقط عبر القيام بتدليك بسيط.
كيف يتم عمل علم الانعكاس؟
للحصول على أفضل النتائج، يجـب اكتشاف مناطق الأعصاب التي لها ارتباط بالمرض الذي تعاني منه لأنها تمثل العناصر التي يجب تحـفيزها. وعند العثور على المنطقة المنشودة، يمكن تطبيق الضغط بنفسك أو بمساعدة شخص آخـر.
يمتد هذا الضغط إلى نهايات عـصبية عـديدة. حيث يوجد ما يفوق 7000 نهاية عصبية بقدم واحـد والتي تعمل على فتح قنوات الطاقة التي تكون مقفلة في بعـض الأحيان. يمكن استخدام الزيوت والمرطبات لكنها على ما يبدو تقوم بإعاقة تحفيز الأعصاب بشكل مباشر.
توصل الباحثون إلى أن تقنية تمرير الدورة الدموية المستعملة في علم الانعكاس تساعد على ما يلي:
ــ الخفض من حدة التوتر.
ــ الاسترخاء العميق.
ــ تحفيز الانتشار الفعال للعناصر الغذائية وللأوكسجين في الجسم.
ــ التخلص من التوترات العضلية.
فائدة استعمال علم الانعكاس:
عادة ما يستعمل علم الانعكاس لإيجاد راحة نفسية واسترخاء عام. لكنه يستطيع أيضا أن يستهدف ويهدئ أمراضا عديدة كالأنواع المختلفة لآلام العضلات، وآلام الرقبة، والكتفين، والساقين، ومشاكل الهضم، والضغوط النفسية والأرق. إليك بعض الأمراض الشائعة ومناطق العصب الموافقة لها.
آلام الرأس: عليك التركيز بشكل أساسي على مناطق الأعصاب المتواجدة على مستوى القدم. يجب البدء بعمل تدليك دائري على أصابع القدم الكبيرة حيث تساعد هذه الحركات على استرخاء الرقبة قليلا. بعد ذلك، يجب تطبيق المزيد من الضغوط القوية على منطقة النصف العلوي لكل أصبع لغرض تحديد الأعصاب المسؤولة بالضبط والتي ترتبط بالرأس. كما يمكن تدليك النصف العلوي من الأصابع لكلا القدمين.
الأرق: يعتبر استهداف الغدة النخامية الطريقة الأمثل للتخفيف من اضطرابات النوم. يوجد العصب المرتبط مع جهاز الغدد الصماء في وسط بصمة الأصبع. يجب القيام بالضغط مباشرة على جانب ظفرك. على مستوى القدمين، يجب استهداف وسط الأصبع الكبير من الأسفل.
الإجـهاد: ينصح البدء من الرقبة والأصابع للتخلص من الإجهاد. يوجد أسلوب آخـر يسمى تويست من المعصم والذي يتطلب تشكيل دائرة حول المعصم عن طريق الإبهام والسبابة ووضع اليد في الجانب المعاكس نحو الاتجاهـين حوالي عشرين مرة.
نزلات البرد والزكام: يمكن تحديد المناطق المعينة التي تتوافق تماما مع الجيوب الأنفية والأنف، والحنجرة والرئتين. على مستوى القدمين، يجب التركيز على أصبع القدم الكبير من الناحية الجانبية، ووسط وأسفل جميع الأصابع بقليل. أما على مستوى اليدين، فيجب تدليك آخر نقطة في الأصابع ومباشرة فوق المفصل.
الهـضـم: تعتبر الكرة الصغيرة ككرة الغولف أو التنس واحدة من أكثر الوسائل شعبية في معالجة مشاكل الجهاز الهضمي. حـيث يجب إمساك الكرة بأصابعك من كل الجوانب وفركها مع راحة اليد لمدة دقيقة واحدة. كما يمكنك فـرك الثلث السفلي للقدم من الجهة الجانبية بلطف.
التهاب الشعـب الهـوائية: يتطلب هذا المرض استهداف مناطق العصب التي لها ارتباط مع الرئتين. يجب القيام بالتدليك على عرض القدم في الجزء العلوي، وما يقارب بوصة واحدة تحت أصابع القدم. بعد هذا، يجب التركيز على منتصف القدم تحت الأصابع تقريبا. أما فيما يخص اليدين، فيمكن تدليك منطقة ما تحت المفاصل.
آلام الظـهر: يمكن التخفيف من آلام الظهر بشكل سريع من خلال استهلاك نقاط محددة في العمود الفقري. على مستوى اليدين، يجب التركيز على الجانب السفلي من الإبهام وصولا إلى الرسغ. كما يمكن فرك نصف القدم على العرض حيث تتصل الساقين بالقدمين.
نصائح للمبتدئين:
من المهم زيارة متخصص في علم الانعكاس ليقدم لك استشارة طبية حول النقاط التي يجب تحفيزها وكيفية عمل ذلك لعلاج هذا المرض أو ذاك. بهذه الطريقة، سيكون الحصول على نتائج جيدة أمرا مؤكدا. ويرجى القيام بالضغط مرات عديدة كل يوم لأن تطبيق هذا لمرة واحدة لن يؤتي بالنتائج المرجوة.