يعتبر التركيز التام على كلام الشخص الذي نخاطبه أمرا أساسيا، لكنه صعب! إذ نشعر باستمرار بالاستعجال، ما يؤثر على التفاعل مع الآخرين. غير أن العمل الدؤوب لبلوغ مرحلة الوعي التام قد يساعد على إعادة التوازن إلى محادثاتنا.
تتحدثون مع زميل في العمل، بينما يفكر دماغكم في الاجتماع المقبل. تعودون إلى البيت وتتحدثون مع شريككم، وفي نفس الوقت تدونون في رأسكم لائحة المشتريات التي ستشترونها في الغد. الإنصات بإمعان، مع تركيز الانتباه على ما يقوله الآخر، دون الحكم عليه؛ هو واحد من المؤهلات الضرورية والنادرة أيضا.
في هذا العالم الذي تحكمه السرعة، نكرر كلمات من قبيل “نعم، حسنا…”، وذلك لدفع المخاطب للحديث بسرعة وإنهاء المحادثة. غير أن هذا الشعور المستمر بالاستعجال يؤثر على علاقاتنا الاجتماعية. لكنكم تستطيعون تغيير ذلك بالعمل على تطوير الوعي التام. تماما كالتأمل؛ بمجرد أن يسرح بالكم بعيدا، أعيدوه نحو الشخص الذي يحدثكم وركزوا على كلامه فقط.
لتجاوز العراقيل
تمرنوا على تفادي المقاطعة للإدلاء برأيكم أو للحديث عن تجربة مشابهة. أنصتوا جيدا، دون انتقاد ولا مواساة. ويمكنكم أن تكرروا على مسامع الشخص ما فهمتم من حديثه بعد انتهائه؛ قد تتفاجؤون بكم سوء الفهم! استعملوا مؤشرات غير شفوية؛ ضعوا الهاتف جانبا، وحركوا رأسكم أو ابتسموا ليعلم الآخر أنكم تنصتون إليه فعلا.
يصعب على جميع الأشخاص تركيز انتباههم بهذا الشكل. خصوصا أن هناك الكثير من الأمور التي تساهم في ذلك؛ مثل الضجيج والأجهزة الإلكترونية وغيرها… دون الحديث عن كل ما يجول في رؤوسنا. لكل منا طريقته في التعامل والتفاعل؛ لكنه من الجيد أن نعي وننتبه إلى هذه المعيقات، حتى نعرف أنفسنا جيدا، ونعرف بالتالي كيف نكون حاضرين من أجل الآخرين.