تعاني 50% من النساء من سلس البول، وأغلبهن يبلغن أقل من 40 سنة. العجان، منطقة حساسة تجهل نسبة مهمة من النساء طبيعتها، ما يجعلها غير محمية ومهددة.
من قبل الدكتور أسماء بنواحود
طبيبة أخصائية في الأمراض النسائية
هذه المنطقة التي لا يتم التطرق إليها إلا نادرا، لا تذكر في كتب اللياقة والتربية البدنية، العجان مجموعة من العضلات تتكون من جهتين: خارجية، توجد حول العضلات العاصرة وفتحة الفرج وداخلية على مستوى جدران تجويف المستقيم والمهبل. تقوم هذه العضلات بوظائف متعددة ومتناقضة: فمن جهة تكبح البراز، الغازات والبول ومن جهة أخرى لدى المرأة بالتحديد، تسمح للعضو الذكري بالدخول وللجنين بالخروج. كما أنها تعمل على دعم أعضاء أخرى من الجسم كالمثانة والأمعاء، لذا لابد من تقويتها.
خلل في وظائف العجان
* السلس البولي: سلس المجهود (حدوث التسرب في حالة القيام بمجهود، السعال أو ممارسة الرياضة)، السلس الطارئ (رغبة مفاجئة في التبول، تشنج عنيف للمثانة) والسلس المختلط (مزيج من الاثنين).
* السلس الشرجي، يحدث بسب الغازات أو البراز، أو بعد ولادة صعبة.
* صعوبة إفراغ المستقيم أو المثانة: إذا كان إفراغ المثانة يحدث بشكل غير طبيعي (وهي ظاهرة شائعة بين الرجال الذين يعانون من مشاكل في البروستاتا)، يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدوى بولية أو إلى حدوث التسرب مباشرة بعد الانتهاء من التبول.
* آلام المهبل، سواء في الفتحة أو بشكل عميق خلال الممارسة الجنسية.
أسباب هذه الاضطرابات
أغلب هذه المشاكل تنتج عن نزول الأعضاء؛ المثانة، المستقيم، الرحم وبالخصوص الإحليل الذي يسبب السلس البولي الناتج عن بذل المجهود.
تنزل الأعضاء بسبب الثقل ونمو عضلات البطن، وخاصة بسبب المجهود المبذول خلال حصص الرياضة، بسبب الإصابة بالإمساك، بسبب الحمل، الولادة المهبلية وكذا عند انعدام العناية بالأم بعد الولادة (كأن تقف قبل أن يحين الوقت، تجلس بوضعية غير مريحة، أو لا تدعم بطنها للحفاظ على ثباتها).
الحلول
تقوم إعادة تأهيل العجان بعد الولادة على تقوية العضلة بهدف الحد من حدوث التسربات. تكون النتيجة هي تسكين الألم فقط ولا تعالج إلا بعض المشاكل البسيطة. إذ إنه في غالب الحالات، لا يكون السبب هو ضعف العضلة، بل موقع الأعضاء. فإذا نزل الإحليل، لن يصعد مرة أخرى، يمكن حينها تحسين الوضع بتقليص "الحوادث" وليس بتعديل موقع الحوض الثابت.
أساليب تقوية العجان
* المسبار المهبلي: إيلاج مسبار في المهبل لتمرير تيار كهربائي غير مؤلم بهدف حدوث انقباضات في العضلات. يمكن استعمال المسبار كذلك لعرض الانقباضات الإرادية على شاشة، ما يخول معرفة قوتها وكم من الوقت ستدوم.
* التحكم اليدوي: تقوم المولدة (أو مختص إعادة تأهيل الجسم) بوضع أصابعها على المهبل وتطلب من المرأة إحداث الانقباضات في عدة مناطق وخاصة منها الضعيفة.
* إعادة التأهيل العامة: دون لمس العجان، يتم تبني ممارسات كالثبات، التحكم في المجهود، عضلات البطن وبعض ممارسات اليوغا. تتم مرافقة هذه التقنيات بفحص طبي، وتشكل مكملا ضروريا لحماية العجان على المدى الطويل.
اكسسوارات مكملة
الفرزجة عبارة عن مكعب صغير تضعه المرأة في مهبلها في الصباح، فيتشبث هذا الأخير بجدران المهبل بفضل نظام الشفط، ما يساعد المثانة والمستقيم على التفريغ ويمنع نزول الأعضاء. تزال في المساء وتستعمل فقط عند الحاجة. تعتبر هذه المكعبات في غاية الفعالية في حالة نزول الأعضاء، إذا اختارت المرأة عدم الخضوع للعملية أو فضلت الانتظار قليلا.
الحزام الداعم للحوض، يشبه الوشاح الذي تضعه الراقصات الشرقيات لتحريك الحوض. وضع هذا الحزام ضروري خلال الحمل وخاصة بعد الولادة، وبالخصوص بالنسبة للنساء اللائي يقفن مطولا، يحملن أشياء ثقيلة أو يقمن بأنشطة عديدة. يساعد هذا الحزام الحوض على الحفاظ على موقعه ويحفز عمل عضلات الظهر وعضلات البطن العميقة من خلال تثبيت الأعضاء بالتدريج.