ممارسة رائجة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي طور انتشارها في باقي أنحاء العالم؛ تناول المشيمة بعد الولادة. يوما بعد يوم، يزداد شيوع هذه الظاهرة لدى النساء، وحتى الرجال. لنلق نظرة عامة على هذه العادة المثيرة للجدل.
أكل المشيمة قد يثير اشمئزاز البعض، بينما يجده آخرون ممارسة جيدة وتثيرهم تجربة هذه الفكرة. ظهرت على الساحة بفضل مجموعة من المشاهير، ويقومون بتناولها للاستفادة من خصائصها التي كانت السبب في مرور جيد لفترة الحمل وفي المساعدة على نمو الجنين. فما هي إذن مزايا ومخاطر هذه الممارسة؟ إليكم الأجوبة على جميع أسئلتكم بخصوص هذه الظاهرة !
دور المشيمة
تعتبر المشيمة أساسية خلال الحمل، لكونها وسيلة التبادل بين الأم والطفل. تمكن من نقل الدم، الأوكسيجين والعناصر المغذية كالسكر والمعادن الضرورية لنمو جيد للجنين طوال فترة الحمل. عندما تكون بعض أعضاء الجنين في طور التشكل؛ كالقناة الهضمية أو الرئتين، فإن المشيمة تلعب دور هذه الأعضاء. كما أنه يعمل كحاجز واق يحمي الجنين من مختلف المواد السامة، البكتيريا، الفيروسات، وجزيئات الدواء. تخلق المشيمة أيضا حاجزا مناعيا يجعل الجهاز المناعي للأم لا يعتبر الجنين جسما غريبا. غير أن هناك حدودا لهذه الوظيفة الحمائية للمشيمة؛ إذ تستطيع بعض العناصر السامة أو الضارة كالكحول والتبغ، وكذلك بعض الأدوية اختراق هذا الحاجز. تلعب المشيمة دورا هاما للأم أيضا؛ إذ تساهم في إنتاج الكثير من الهرمونات خلال الحمل كهرمون الحليب والمشيمة الذي يجهز جسم الأم للإرضاع، وكذلك هرمون الغدد التناسلية والمشيمة الذي نبحث عنه خلال اختبارات الحمل والذي يتسبب في توقف الدورة الشهرية.
فن أكل المشيمة
صارت هذه الممارسة موضة لدى العديد من المشاهير. ظاهرة طبيعية وغريزية لدى الحيوانات بغرض منح الأم خصائص المشيمة المغذية وإبعاد الحيوانات المفترسة عن نسلها؛ لكنها ليست طبيعية لدى الإنسان.
عند القيام باستطلاع للرأي على الإنترنيت لمعرفة مدى امتداد هذه الفكرة المثيرة، لاحظنا أن 3,3% من المشاركين فقط قد سبق لهم أكل أنسجة المشيمة، في حين أن %66 منهم سبق لهم أن سمعوا بوجود هذه الظاهرة.
صحيح أن أقلية هي التي تؤيد هذه الممارسة؛ لكنها تضم مشاهير وأشخاصا مهمين يثنون على مزايا هذه الظاهرة في مواقع التواصل الاجتماعي. حججهم؟ تناول المشيمة، على شكل كبسولة، مطبوخة أو نيئة، يساعد على مكافحة الإحباط بعد الولادة، على استعادة مستويات الحديد في الدم، تهدئة الآلام، تعديل الهرمونات، وعلى رفع جودة حليب الأم. وبما أن تغليف المشيمة يكلف مبلغا معينا، فإننا نجد في الإنترنيت دروسا ووصفات للمشيمة.
تناول المشيمة يرفع خطر انتقال الأمراض بشكل ملحوظ
الأخطار الناجمة عن أكل المشيمة
رغم انتشار هذه الممارسة، فإنها تؤدي إلى عواقب سلبية. يحذر الأخصائيون الذين درسوا هذه الظاهرة من ممارستها؛ لأن طريقة حفظ المشيمة، التي يمكن اعتبارها لحما، لا تتم بالشكل الصحيح. لا توجد أي ضمانة على أن طريقة حفظ المشيمة بعد الولادة آمنة، ومن المرجح أن تتعرض للتلوث. خلال الوضع، أغلب النساء يتبولن، يتغوطن أو يفرزن سوائل أخرى من جسمهن، علما أن المهبل منطقة تلتقط الجراثيم لشكله المجوف والمفتوح على الخارج، وكذا لقربه الشديد من نبيت الحوض والشرج. وإضافة إلى ذلك، فإن استهلاك المشيمة، سواء كانت مشيمتكم أو مشيمة شخص آخر، يرفع بشكل ملحوظ خطر انتقال الأمراض كفيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد، ولا يمنح الجسم أي عناصر مغذية نظرا لطريقة تحضيره (مطبوخا أو مجففا)، بل أن هذه الطريقة تؤدي إلى فقدان تلك العناصر دون إزالة أي بكتيريا. وتجدر الإشارة إلى أن المرأة التي ترضع وتقوم بأكل المشيمة يمكن أن تنقل مسببات الأمراض إلى أطفالها.