كيف نربي أطفالنا بشكل سليم، حتى يكونوا سعداء ومتفوقين في حياتهم؟ ما هي الأساليب التربوية التي يجب اتباعها حتى نتمكن من تعليمه بشكل جيد، وأن نضمن له مستقبلا آمنا؟ كل هذه الأسئلة تطرأ على أدهان الآباء وأولياء الأمور عندما يكون أطفالهم كثيرين النشاط والحركة.
يجب أولا أن نعلم أن الطفل كثير الحركة والذي يعتبر عن مشاعره من خلال البكاء أو الضحك والصراخ، هو طفل طبيعي ينمو بشكل جيد، على عكس ما يعتقد بعض الآباء أنه طفل غير عادي وكثير الإزعاج. فالطفل يعيش واقعه بكل تفاصيله من حركة ونشاط وصراخ لاكتشاف العالم من حوله، دون أن يأبه أو يفكر في المستقبل الذي يحمل همه الآباء.
ومع ذلك، فقد ظهرت حركة جديدة أثارت ضجة كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية تدعى “فوبيا الطفل”. إنها حركة ظهرت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. حيث ظهرت فئة معينة ترفض وجود الأطفال في بعض الأماكن العامة، حتى لا يتم إزعاج الآخرين بالصراخ والبكاء ليلا، خصوصا في مسابح الفنادق وأماكن الاسترخاء وبعض المطاعم التي يرغب فيها الزبناء بلحظات هدوء وسكينة.
هذه الحركة تحيرنا وتحثنا على التفكير: هل فقدنا تعاطفنا وتفهمنا وحبنا للأطفال للوصول إلى هذه النقطة؟ هل نسينا أننا كنا صاخبين ومزعجين ومليئين بالحركة والحياة، وأن كل هذا ضروري للحفاظ على توازننا.
الأطفال الذين يزعجون العامة:
لقد عانى العديد من الأشخاص من تجارب سيئة مع الأطفال، خصوصا الأمهات اللاتي غالبا ما يتعرضن للانتقاد ويلقبن بأمهات سيئات، في حال قام أطفالهن ببعض الشغب أو الحركة الزائدة في الأماكن العامة، أو حتى في منازلهم عند تواجد الضيوف. ويتناسى المنتقدون أن حركة الطفل وصراخه أمر طبيعي لنموه بشكل طبيعي وليكون مستقبلا بشخصية متوازنة.
حقيقة هذه الأفكار السلبية:
لا يجب أن تصدروا أحكاما مسبقة على الوالدين، وتعتبرون أنهم سيئين ولا يعرفون جيدا تربية صغارهم، فهناك أطفال هادئين بالفطرة وآخرون نشيطين، ولكل واحد منهم لغته الخاصة في التعامل مع محيطه. ومثل هذا الأحكام الجارحة قد تزيد من تأزم الحالة النفسية للآباء وتجعلهم يتعاملون بقسوة مع صغارهم، الأمر الذي يولد النفور بينهم، كما قد يعتزل الآباء الأماكن العامة والتجمعات العائلية، ويفضلون المكوث في المنزل مع صغارهم حتى لا يسمعوا مثل هذه التعليقات السلبية.
اتركوا الصغير يعيش طفولته الطبيعية:
من الضروري أن تتركوا لصغاركم مساحة من الحرية للعب والحركة والتعبير عن أنفسهم، لكن طبعا بمراقبتهم حتى لا يبالغوا في ذلك ويتسبب هذا في أذيتهم، فالشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده.
تعليم الطفل في حدود معينة:
حسب مدرب التربية كيم باين، يجب تجنب شحن أطفالنا بمعلومات كثيرة يُمكن أن تسبب لهم عدم التوزان وصعوبة في الإدراك، بل يجب أن تكون المعلومات متناسبة مع سنهم، كذا عمل توافق بين الواجبات التي عليه إنهاءها، وكذا حاجته للخروج في نزهة وتغيير نمط الحياة اليومي. إضافة إلى ذلك ينصح الخبير بإبعاد الأطفال قدر الإمكان عن التكنولوجيا التي تحتكر أوقاتهم وتحد من إبداعهم، وتشجيعهم بدلا من ذلك على إظهار مواهبهم الخفية.