ماذا يقول العلم؟
أشرفت جامعة هارفارد الأمريكية على أطول دراسة في التاريخ، والتي أجريت على مدى أكثر من 75 سنة منذ 1938؛ كشف الباحثون عن شيئين يحتاج إليهما الإنسان ليكون سعيدا وناجحا:
الشيء الأول؟ الحب.
الشيء الثاني؟ أخلاقيات العمل.
ما هي أفضل طريقة لتربية الصغار على أخلاقيات العمل؟ انطلاقا من تجارب 724 من التلاميذ المتفوقين الذين شملهم البحث، من بينهم الرئيس كينيدي والصحفي والكاتب بن برادلي؛ هناك سمة تجمع بين هؤلاء وهي التعاون المتبادل.
حسب جولي ليثكوت-هايمز، عميدة سابقة لطلبة السنة الأولى بجامعة ستانفورد الأمريكية وصاحبة كتاب حول التربية؛ فإنه على الأطفال القيام بأشغال المنزل ليصيروا بالغين ناجحين. وذلك بإخراجهم للنفايات مثلا أو غسل الأواني التي استعملوها، حتى يفهموا أنه لابد أن يعملوا ليعيشوا حياتهم.
وتضيف ليثكوت-هايمز أنه إذا كان الأطفال لا يغسلون الأواني، فهناك من يقوم بهذا العمل مكانهم. لذا فإنهم ليسوا معفيين من العمل فقط، لكن أيضا من تعلم هذا العمل ومن ضرورة فهمهم أن الكل يجب أن يساهم لحياة مشتركة أفضل.
وتقول الكاتبة إن الأطفال الذين يقومون بتلك الأعمال يصيرون عاملين جيدين، لأنهم يكتسبون مهارات تساعدهم على العمل في إطار فريق وكذلك بشكل مستقل. كما أنهم أكثر قابلية للتعاطف مع الآخرين.
عقب بعض الآباء على هذه الدراسة بحديثهم عن صعوبة دفع أبنائهم إلى القيام بمهمات يومية بسيطة، قد لا تبلغ صعوبة الأشغال المنزلية. بالنسبة لبعضهم؛ رؤية صغيرهم يفرش أسنانه بعد طلب ذلك منه مرة واحدة فقط، هو انتصار كبير. وإذا طلبوا منهم القيام بأعمال البيت؛ قد يقبل، لكنه سيتباكى ولن يقوم بذلك بشكل جيد.
فوائد أخرى للأشغال المنزلية
الأطفال الذين يقومون بأشغال البيت بانتظام؛ يواجهون الإحباط بشكل أفضل، يقدرون ذاتهم ويكونون أكثر مسؤولية في علاقاتهم مع الأطفال الذين لا يمارسون هذه الأعمال.
استعمل د. مارتي روسمان من جامعة ميسيسيبي الأمريكية مجموعة من البيانات المجمعة منذ 25 سنة، ابتداء من عام 1967؛ وذلك لتحديد ما إذا كان قيام الأطفال في سن الثالثة أو الرابعة بأشغال البيت يدل على نجاحهم في العشرينات. كشفت الدراسة أن الأشغال تجعل الأطفال يستوعبون أهمية المساهمة في حياة الأسرة كما تعزز شعورهم بالتعاطف عند الكبر. كان الأشخاص الذين قاموا بأشغال البيت خلال طفولتهم أكثر توازنا، كما كانت علاقاتهم مع أصدقائهم وعائلتهم جيدة، وكانوا أكثر نجاحا في مسيرتهم المهنية.
لكن رغم كل ذلك، تشير أغلب الدراسات إلى أن الآباء لا يطلبون من أبنائهم المساهمة في أشغال البيت.
حسب إحدى الإحصائيات المنجزة حول الموضوع خلال عام 2014، صرح 82% من البالغين قيامهم بالأشغال المنزلية بانتظام خلال الطفولة، بينما صرح 28% فقط أنهم يطلبون ذلك من أطفالهم. ومن أبرز الأسباب؛ نجد الانشغال الدائم للأطفال في الأنشطة المدرسية والموازية، إضافة إلى امتناع الآباء عن تحمل مسؤولية أكبر تجاه أبنائهم.
حسب نيكولاس لونغ، مدير مركز الأبوة الفعالة بمستشفى أركنساس للأطفال (أمريكا)؛ فإن عدم قضاء الآباء لما يكفي من الوقت في القيام بأشغال البيت، يعني أنهم لا يعلمون أبناءهم كيف يقومون بهذه الأعمال.
لا تترددوا في مشاركة هذا المقال مع أصدقائكم لتظهروا لهم أهمية تعليم الأطفال القيام بأشغال البيت!