غالبا ما يتم تعريف الخصام على أنه اختلاف في الرأي. سيبدو لكم هذا غريبا، لكن الخصامات المستمرة بين الزوجين تعكس غالبا حبا كبيرا. إذ يعبر الاثنان عن رؤيتهما ويكشفان شخصيتهما الحقيقية.
الحب والخصام
يميل الناس إلى الاعتقاد بأن الحب والزواج عبارة عن شهر عسل مطول، وأن كل الحظات التي يشاركها الطرفان ما هي إلا ضحك وعناق. هذه الانتظارات هي التي تفسر الإحباط الذي يصيب أغلب الأشخاص بمجرد أن يواجهوا واقع العلاقة الزوجية. لذا، لابد من أخذ لحظة للتفكير. علينا أن نستعد نفسيا لواقع أن الأمور لن تكون كما نتخيلها. ولابد أن نتذكر دائما أن التنازلات والتضحيات هي أعمدة الحياة الزوجية.
رغم أنه لا مفر من النزاع في العلاقات، إلا أنه في الأخير يؤدي إلى علاقة أكثر قوة، لأنها ثمرة عملية تعلم مستمرة.
حسب إحدى الدراسات المنجزة على مجموعة من الأزواج في الهند، لمعرفة مدى تأثير الشجارات على العلاقة. أكد 44% من الأزواج أن جزءا من نجاح علاقتهم يعود إلى طريقة خصامهم.
وفي نفس الاتجاه، خلصت دراسة تمت بجامعة واشنطن الأمريكية حول الطلاق إلى أن النقطة المشتركة بين الأزواج الذين قاوموا الانفصال هي الخصام؛ وذلك لأنهم يعالجون صعوباتهم ومشاكلهم بشكل منفتح وصريح. وبالتالي، لا وجود لأمور غير معلن عنها في العلاقة، ما يسهل إيجاد الحلول.
غير أنه يجب أن يكون الزوجان قادران على الخصام بشكل صحي. لهذا، نقدم لكم مجموعة من النصائح!
بعض النصائح لتحسين إدارة النزاعات الزوجية
- كونوا دائما حذرين مع الكلمات المستعملة، وإلا ستندمون عليها كثيرا.
- عند خصامكم مع الشريك حول مواضيع معينة، ابقوا في نفس الموضوع وتفادوا الخروج عنه ولوم الآخر بسبب أمور تتعلق بالماضي. من المهم جدا أن تنصتوا عوض البحث فقط عن إظهار موقفكم الشخصي.
- إذا شعرتم بالغضب أو الانزعاج، كونوا صريحين وأخبروا شريككم بذلك. وعندما تنتبهون إلى أن حججكم غير عقلانية وغير منطقية، تحلوا بالشجاعة واعترفوا بذلك.
- خلال النقاش، يمكن أن تأخذ حججكم اتجاها شخصيا أو أن تصير هدامة أكثر من ما هي بناءة. في هذه الحالة، توقفوا وحاولوا وضع نفسكم مكان شريككم، ما سيمكنكم من الحكم على الوضع من زاوية أخرى.
- تعلموا التواصل بشكل منفتح مع الشريك واحترموا آراءه. لن تكونوا سعداء أبدا إذا كنتم تصرون على رؤية الأمور بطريقتكم فقط وترون أنكم دائما على حق.
- تأكدوا من أن حججكم عقلانية ومبنية بالشكل الصحيح. وإذا كان موضوع شجاركم حساسا، لا تسمحوا لمشاعركم بالتحكم فيكم (الغضب، الحزن)!
- وأخيرا، تصرفوا بنضج حتى تسير علاقة حبكم في الاتجاه الصحيح!