تعتبر المراهقة فترة عمرية معقدة، إذ تتميز بالشعور اليومي بالتوتر والقلق. يعير المراهق اهتماما كبيرا لنظرات الآخرين إليه، ما قد يجعل حياته صعبة للغاية. لكنكم كأشخاص بالغين، تستطيعون مساعدة ابنكم أو ابنتكم على قبول نفسهم والشعور بحال أفضل.
“ليس لدي أصدقاء. لست جيدا في المدرسة. يبدو أن كل الأشخاص من حولي سعداء. ما الذي يحدث لي؟ لم أنا فقط؟” يظهر هذا النوع من الأفكار السلبية بشكل كبير لدى المراهقين. يصيرون قلقين ومثاليين، ويمضون أحيانا يومهم وهو يحاولون الخضوع لمعايير غير واقعية يستقونها من مواقع التواصل الاجتماعي. غير أن تصور الشخص عن ذاته يلعب دورا مركزيا في استقراره العاطفي. كيف تستطيعون إذن أن تدعموا المراهقين وتساعدوهم على الشعور بنحو أفضل؟ قد يبدو ذلك صعبا جدا؛ لكن الباحثين والعلماء يوفرون لنا اليوم الكثير من المؤشرات للتمكن من ذلك. إليكم أبرزها.
شجعوهم على ممارسة الرياضة
يعتبر النشاط البدني مفيدا للصغار في السن بالتحديد، خصوصا عندما يقضون اليوم بكامله أمام الشاشات. تساهم الرياضة في رفع الثقة بالنفس وبتحفيز الرضا عن الشكل الخارجي للجسم لدى الأطفال والمراهقين. وينصح بالقيام بذلك في إطار مجموعات في المدرسة أو في قاعة للرياضة، عوض القيام بالتمارين لوحدهم في البيت. شجعوهم على ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وذلك للاستفادة من مزاياها على المستوى البدني والذهني أيضا.
علموهم الرفق بذاتهم
ماذا سيحدث لو توقفنا عن الحكم على أنفسنا؟ سيعيش البالغون والمراهقون بشكل أفضل بكثير. الرفق بالذات؛ أي التعامل مع النفس بلطف وانفتاح وقبول، تماما كما تفعلون مع أصدقائكم؛ يعتبر بديلا صحيا للمجهودات المتكررة ومحاولة الضغط على ذاتكم للقيام بأداء مثالي. الشباب الذين يمارسون هذه التقنية، لا يعانون من الاكتئاب والتوتر إلا قليلا.
ضعوا حدا للمقارنة
يميل المراهقون إلى مقارنة أنفسهم مع الآخرين والشعور بأن “الكل ينظر إليهم”. لذا فإنهم يتعاملون بحساسية مفرطة إزاء الأشخاص في محيطهم. كما أن النظام المدرسي يشجع هذا الأمر من خلال نظام التنقيط والتصنيف الذي لا يحترم مبدأ ضرورة ارتكاب الأخطاء؛ رغم أن هذه الأخيرة تشكل جزءا لا يتجزء من عملية التعلم. باعتبارك أما، أبا أو قريبا لمراهق ما؛ يمكنكم الاعتراف بنجاحاته الصغيرة ودعمه في تطوره الذاتي، وذلك دون مقارنته بأي كان.
ادعموا مهاراته ومواهبه
قد يعتقد ابنكم أنه سيء في الرياضة، لكنه يشعر بالإلهام عندما يشتغل على مشاريع علمية. لابد من مساعدته على تطوير قدراته، وذلك بالحديث معه عن الأمور التي تثير شغفه، عن قيمه وأولوياته الخاصة. احتفلوا بمواهب ابنكم المراهق، واحرصوا على أن يكون تعليمه وأنشطته الموازية ملائمة قدر الإمكان لقدراته ومواهبه.
مساعدة الآخرين
عندما يساهم المراهقون بشكل منتظم في قضية مرتبطة بالآخرين، يتعلمون تجاوز التفكير في أنفسهم فقط؛ ما يبث الإيجابية في شعورهم وتفكيرهم ويجعلهم يحسون بأنهم مفيدون.