صحيح أن النظام الغذائي وممارسة الريا ضة يعتبران أساسيين في حياة المريض بسكري النوع الثاني، لكن بعض المرضى يحتاجون إلى الأدوية. ما هي الحالات التي يجب فيها استعمال دواء الميتفورمين؟ السيلفوناميد؟ الأنسولين؟ إليكم الأجوبة.
لدى كل اثنتين من بين ثلاث حالات، يتم اكتشاف سكري النوع الثاني بشكل مفاجئ عند القيام باختبار للدم. يتطور هذا المرض في صمت. لكن غياب العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة (إصابة القلب والشرايين، الكليتين، العينين…). عندما يتجاوز مستوى سكر الدم على بطن فارغة 1,26غ/ل خلال اختبارين متتاليين، يعتبر الشخص مصابا بالسكري.
تحسين نمط العيش
لا يتناول المصاب الأدوية مباشرة بعد اكتشاف المرض، إلا إذا كانت نتائج الاختبار تفرض ذلك. في أغلب الحالات، يقترح الطبيب أولا تغيير نمط عيشه. وذلك بتبني تغذية جيدة (الحد من الأطعمة الحلوة وتناول التي لا تحتوي على الكثير من السكر) وممارسة الرياضة (30 دقيقة في اليوم على الأقل).
الميتفورمين، العلاج الأول
إذا استمر المشكل بعد 3 أو 6 أشهر، فعليكم اللجوء إلى تناول الأدوية. عندما يتجاوز اختبار الهيموغلوبين السكري 6,5 أو 7%؛ يصف لكم الطبيب الميتفورمين، وتتغير الجرعة حسب حالة المرض. ينصح الأطباء بتناوله مرتين في اليوم في نهاية الوجبات.
يستعمل هذا الدواء منذ أكثر من 50 عاما. ثمنه اقتصادي ولا يطرح الكثير من الآثار الجانبية. قد يسبب مشاكل على مستوى الجهاز الهضمي، لكنها تحدث من حين لآخر فقط. يمكن لهذا الدواء أن يخفض مستوى الهيموغلوبين السكري إلى النصف، دون أي خطر للتعرض لنقص سكر الدم. غير أن مرض السكري يتطور باستمرار. فمع الوقت، تتدهور خلايا البنكرياس التي تصنع الأنسولين، ما يقلص من فعالية الدواء. ما قد يفرض رفع جرعة الميتفورمين إلى 3 غ في اليوم أو تبني علاج ثان.
تناول 3 أدوية ضد السكري
إضافة إلى الميتفورمين، يأخذ الكثير من المصابين أدوية السلفوناميد التي تحفز إفراز الأنسولين. يستعمل هذا الدواء منذ فترة طويلة، لكنه يطرح خطر التعرض لنقص سكر الدم كما يحفز اكتساب الوزن.
ويقترح بعض الأخصائيين تغيير السلفوناميد بالغليبتين؛ وهي جزيئات حديثة ملائمة للأشخاص المسنين والمصابين بمشاكل في القلب، لكنها أكثر تكلفة.
يضطر المريض في بعض الحالات إلى تناول دواء ثالث: الغليبتين، الميتفورمين والسلفوناميد. وظهرت وسيلة علاجية أخرى منذ بضع سنوات، تكمن في إكمال علاج الميتفورمين باستعمال دواء مماثل (GLP-1) يحقنه المريض لنفسه (يوميا أو مرة في الأسبوع). تعتبر هذه الأدوية مكلفة مقارنة بالغليبتين؛ لكنها تقلص خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وخطر الوفاة، ولا تطرح أي خطر للتعرض لانخفاض سكر الدم أو لزيادة الوزن. كما تؤخر هذه الأدوية المماثلة لجوء المريض إلى الأنسولين.
الأنسولين، مرحلة حساسة
يلجأ الكثير من المصابين بسكري النوع الثاني إلى استعمال الأنسولين. ويعتبر ضروريا عند فشل الأدوية الأخرى في تحسين وضع المريض أو تسببها في مضاعفات صحية. بالنسبة للكثيرين، يبقى الخضوع للأنسولين أمرا صعبا؛ وذلك لأنه مرتبط بالحقن، إضافة إلى التخوف من التعرض لانخفاض سكر الدم ومن اكتساب الوزن.
يحتاج 50% من المرضى إلى حقنة واحدة في اليوم من الأنسولين، كما عليهم مراقبة مستوى سكر الدم مرتين في اليوم للتأكد من فعالية الدواء. تحسن هذه الأدوية مستوى سكر الدم وتقي من حدوث المضاعفات. يمكن تغيير الجرعات حسب نتائج اختبار الهيموغلوبين السكري؛ ويبقى الأهم هو الحفاظ على توازن هذا الأخير.