قد تؤدي أبسط الأمور إلى إثارة الرجل، في حين أن الرغبة الجنسية لدى المرأة تبلغ أوجها في لحظات معينة من حياتها أو من دورتها. ما يطرح العديد من الأسئلة حول طبيعة رغبة كل منهما، وكيف تتم إثارتها.
لدى المرأة، ترتفع الرغبة تدريجيا خلال الدورة لتبلغ أوجها في فترة الإباضة، أي عند ارتفاع إفراز الهرمونات النسوية. وبالنسبة لبعضهن، ترتفع قبل أو بعد الحيض، أو خلال الحمل، ومن الطبيعي أن النساء يشعرن بالرغبة في فترات أخرى. لكننا نتحدث هنا عن فترات معينة، لأن الهرمونات هي المتحكم في الرغبة. إن الطبيعة فعلا رائعة، ففي فترة الرغبة، تقوم غدد بارثولين المتواجدة في الشفرين الكبيرين بإفراز السائل المرطب (السيبرين): إنه السائل المعروف الذي يبلل الفرج وفتحة المهبل، ما يسهل الإيلاج.
وماذا عن الرجال؟ العملية مختلفة تماما: يكفي محفز بسيط حتى يأمر الدماغ بإفراز التستوستيرون، ما يؤدي إلى الانتصاب وارتفاع الرغبة الجنسية.
مزيج خفيف
منذ النظرة الأولى حتى الوقوع في الحب، تتوقف العلاقة والرغبة المتبادلة على الخيمياء … والكيمياء. تكون الرغبة أحيانا متقدة، غير مستقرة، صامتة. فما الذي يتحكم في كل هذا؟ إليكم أبرز الهرمونات الغامضة التي تتحكم في رغباتنا.
التستوستيرون
هذا الهرمون ليس خاصا بالرجال فقط كما قد يعتقد الكثيرون، إذ يتدخل كذلك في الرغبة الأنثوية بشكل كبير. ويلعب هذا الهرمون أحد الأدوار الرئيسية، غير أن إفرازه لدى الرجال يظل أكثر. فما هو دور هذا الهرمون؟ يرفع الإثارة الجنسية ويمنح الشجاعة والطموح اللازم لإشباع الرغبة. لذا عندما يشعر الشخص بارتفاع مفاجئ لإثارته خلال العملية الجنسية، فإن ذلك راجع إلى إفراز التستوستيرون، الذي يصنعه المبيضان لدى المرأة والخصيتان لدى الرجل.
الأستروجين
يعتبر هذا الهرمون نجم الرغبة الأنثوية، ويتم إفرازه بهدف واحد هو الإخصاب. لذا تشعر المرأة بعدها في الرغبة في الإيلاج… بهدف الإخصاب! وبما أن الصدف نادرة في الطبيعة، فإن إفراز الأستروجين يرتفع في فترة الإباضة، ويكون أكثر نشاط في اليوم 14 من الدورة.
الفيرومونات
في عالم الهرمونات التي تتحكم في الجسم، تكتسي الفيرومونات دورا قد يبدو "خبيثا". تتركب في جسمنا، لكنها تعمل خارجه للتأثير على جسم آخر: جسم حبيب المستقبل. لهذا يجد الرجال أحيانا نسائهم في غاية الجاذبية؛ إنه انتشار الفيرومونات الذي يتدخل هنا في الرغبة. يتم إفرازها بالضبط تحت الذراعين وعلى مستوى الحلمتين. ورغم أن وظيفة الفيرومونات لا يعترف بها جميع العلماء، فإن بعض الباحثين يؤكدون أنها تعمل كمحددات للتوافق الجنسي.
هرمون الغدد التناسلية
تفقدون شهية الأكل أمام شريك(ة) حياتكم وترغبون فقط في أن تظلوا بجانبه(ا). هذا الشعور الدائم بالشغف، بالخصوص في الفترات الأولى من العلاقة، ينتج عن إفراز أحد هرمونات الغدد التناسلية. يجعلنها هذا الهرمون في بحث مستمر عن التواصل الجسدي مع الشريك. عند ثباته في منطقة الحصين من الدماغ، يولد هذا الهرمون شعور الحب الذي يؤدي بنا إلى الرغبة في الجنس.