يعرف الآباء أن منهجهم التربوي وطبيعة علاقتهم بأبنائهم يؤثران بشكل حاسم على نمو ومستقبل الأطفال. إذ يعتبر فن التواصل مع الأبناء مهما للغاية، وإتقانه ضروريا لنموهم وتطورهم. على الآباء أن يهتموا بمشاعر أطفالهم ويعرفوا كيفية التفاعل معها، وذلك ليكتسبوا الثقة بالنفس وتقدير الذات.
يعتبر الآباء قدوة لصغارهم كما أنهم المرجع الأول الذي يلجأ إليه الأبناء ليتقدموا في حياتهم. ومن هنا تأتي أهمية إتقان تقنيات التواصل في علاقتهم بأبنائهم، حتى لا يعيقوا سيرورة تطورهم.
اكتشفوا معنا 5 سلوكات يجب تفاديها للتواصل جيدا مع صغاركم:
- كثرة الكلام
تكمن المرحلة الأولى لعملية تربية الطفل في التواصل بشكل سلس وسهل الفهم. عليكم تفادي الجمل الطويلة أو المعقدة؛ حسب أخصائية أمراض النطق واللغة لورين لوري، مختصة في اضطرابات اللغة والتوحد في مركز هانين بمدينة تورونتو الكندية. ينصح باستعمال كلمات بسيطة يفهمها الطفل، وبتفادي التفاصيل التي تشوشه.
- الصراخ واستعمال عبارات جارحة
يلجأ بعض الآباء إلى الصراخ كتعبير عن التوبيخ أو محاولة لفرض الانضباط، ما يعتبر خيارا سيئا. قد يضطر بعضهم إلى رفع الصوت، لكن لابد من القيام بذلك في حدود معينة. أجرت جامعة بيترسبورغ بالولايات المتحدة دراسة – نشرت لاحقا في مجلة تنمية الطفل – على 900 زوج (أبوين). أظهر هذا البحث أن الصراخ بنية الاعتراض قد يؤدي إلى تأثير عكسي، ويساهم في تكريس السلوك السيء للطفل.
- عدم الإنصات للطفل
عندما لا تنصتون لأطفالكم أو لا تتواصلون معهم بشكل مستمر بمبرر انشغالكم، فأنتم تضيعون فرصة تعليمهم الاحترام، التعاطف واللطف؛ هكذا صرحت ميلانين كرينبرك، طبيبة نفسية أمريكية، مختصة في تدبير التوتر والتحديات المرتبطة بالصحة والعلاقات. ينصح عوض ذلك بإخبار الطفل بشكل مباشر أنكم منشغلون في تلك الفترة. وإلا سيعتقد الصغير أنكم لا تهتمون به، وقد يراه كنوع من الرفض.
- عدم الاهتمام بمشاعرهم وآرائهم
يجب أن يستقبل الوالدان مشاعر وآراء صغارهم بصدر رحب. عندما يظهر الطفل شعوره بالقلق أو الانزعاج، فعلى الأهل أن يلعبوا دورهم المتمثل في فهم مشاعر الطفل والتواصل معه للتوصل إلى حل. وينصح الآباء بتقبل آراء صغارهم وتفهم أن للطفل تصوره الخاص للأشياء.
- تفادي النقاشات الجادة والعميقة
لا يناقش الآباء صغارهم بشكل جاد؛ إذ يستعملون كلمات بسيطة دون الاهتمام بقواعد التواصل الخاصة بالطفل. ينصح باختيار وقت لا يكون فيه الطفل منشغلا، تحدثوا معه وأظهروا له اهتمامكم بما يفعل وبما يحب.
أهم شيء في المقاربة التربوية للطفل هو نقل القيم دون اللجوء إلى السلطوية، الإنصات إليه وأخذ مشاعره بعين الاعتبار، والتفاعل مع متطلباته بالشكل المناسب. قد يبدو هذا المسار معقدا، لكنه يبقى ضروريا لتطوره السليم.