عندما يولد الأطفال، لا يأتون بدليل معهم لنعرف كيف نكون أفضل الآباء في العالم. لهذا غالبا ما نقع في بعض الأخطاء التي تنعكس سلبا على نموهم وتطورهم.
من البديهي أن جميع الآباء والأمهات يحاولون دائما تربية أطفالهم بأفضل طريقة ممكنة.
غير أنهم لا يعون أحيانا بقيامهم بممارسات سلبية إن لم نقل سامة، لا تسبب إلى الألم لصغارهم.
سنحدثكم في هذا المقال عن أبرز هذه التصرفات، لمساعدتكم على فتح أعينكم على واقع تصعب رؤيته أحيانا.
الممارسات السلبية للوالدين
حتى لو لم نصدق ذلك، فالنوايا الحسنة لا تكفي. لابد من انتقاد الذات وتحديد تلك الممارسات السلبية التي تؤثر على الأطفال.
لكن، هل الآباء مذنبون بنهجهم لتلك السلوكات؟ الجواب هو لا. فأحيانا لا يقومون إلا بنقل طريقة تربيتهم من قبل والديهم.
أن تكون أبا أو تكوني أما هو أمر تتعلمونه بالتجربة.
سنتطرق إلى الممارسات السلبية السبع التي ربما تقومون بها. من الضروري جدا أن تكونوا منفتحين وتتقبلوا رؤية ذلك. فكروا في طفلكم. لنبدأ !
تنتقدون كثيرا
غالبا ما يعجز الوالدان عن رؤية حقيقة إفراطهم في انتقاد أطفالهم. لابد من تحديد الأخطاء، لأن ذلك يساعد على التغيير وعلى فهم الطفل لخطئه بالتحديد.
لابد أن تعرفوا أن الانتقادات دون توقف لا تفيد في أي شيء. المبالغة في انتقاد الطفل يمكن أن تؤدي إلى شعوره بعدم الأمان وانعدام ثقته بقدراته وكفاءاته.
تعاقبون على المشاعر السلبية
غالبا ما نميز بين المشاعر السلبية والإيجابية، في حين أن الكثير من تلك العواطف السلبية هي في الحقيقة إيجابية. الخوف مثلا، يمكن أن ينقذ حياتنا عدة مرات.
لهذا لابد من ترك أطفالكم يعبرون عن مشاعرهم. اتركوهم يبكون، يظهرون حزنهم، خوفهم…
تقررون عوضا عنهم
الأطفال مجرد أطفال، لكن هذا لا يعني أنه لا صوت لهم.
من الطبيعي أن هناك بعض القرارات التي لا يمكن أن يأخذها إلا الوالدان، لكن بعضها ليس ضروريا.
اتركوا أطفالكم يقررون ما يرغبون به، ستشجعونهم هكذا على الشعور بالأمان.
تغرسون فيهم الخوف
يجب أن يعيش الأطفال في بيئة تتميز بالأمن والثقة، وليس في بيئة يسود فيها الخوف باستمرار.
يحتاج الأطفال إلى ارتكاب الأخطاء، وإلى اكتشاف وتجربة الحياة.
عندما لا يشعرون بالخوف، يتحولون إلى أشخاص واثقين من أنفسهم. لابد من تفادي غرس الشعور بالخوف في أذهانهم، لأن الحياة مع الخوف ليست بحياة.
الخطأ ليس خطأهم
يفرغ الوالدان أحيانا إحباطهم في أبنائهم، وذلك يجعلهم يشعرون بالذنب بسبب أمور ليسوا مسؤولين عنها.
قد يؤدي هذا إلى مشكل كبير في المستقبل، لأن الأطفال يستوعبون داخلهم الشعور بالذنب. لا يجب أن يشعر أي شخص بالذنب عوض شخص آخر، فما بالك بالأطفال عوض آبائهم.
الحب لا شروط له
إنه خطأ جسيم يقترفه الآباء دون الانتباه لذلك. حب الوالدين لأطفالهم لا يجب أن تتخلله أي شروط، ولا يجب أن يرتبط بمدى نجاحهم أو طريقة تصرفهم.
لا تضعون حدودا
تفعلون ذلك عندما يكون لديكم العديد من الأبناء أو تتفادون فقط وضع حدود لطفلكم. لكن هذا خطأ لا ينصح بالقيام به.
فالأطفال في حاجة إلى شعورهم بالأمان في العالم الذي يكتشفونه.
الحدود إيجابية لأنه بدونها، قد يتبنى الأطفال تصرفات سلبية إضافة إلى الحيطة والحذر.
إذا كنتم تقومون بإحدى هذه الممارسات أو كان آباؤكم من يقومون بها، فلابد من الحرص على تغييرها حتى لا تتكرر.
فالآباء أشخاص يعيشون في هذا العالم ولديهم علاقات بالآخرين. وكل هذه التصرفات لا تسهل حياتهم، بل تجعلها صعبة أكثر.
ابدؤوا إذن منذ اليوم بالتخلص من كل هذه الممارسات السلبية!