نعلم جميعا أن الكالسيوم ضروري لصحتنا، إذ يحسن أداء العضلات والأعصاب، يعدل نبض القلب، يقوي كتلة العظام، يقي من هشاشة العظام ويحسن جودة النوم. لكن للأسف، فإن أسلوب حياتنا المعاصر الخالي من الحركة والمليء بالمشروبات الغازية، القهوة والكحول؛ تؤدي جميعها إلى استنزاف الكالسيوم من الجسم. لذا لابد من إمداد جسمنا بالكالسيوم بشكل منتظم، وذلك بفضل قشر البيض!
ما هو قشر البيض؟
يتشكل قشر البيض من عدة طبقات أبرزها ثلاث. الطبقة الأولى تكون صلبة وتتكون تقريبا من جميع بلورات كربونات الكالسيوم. رغم أنها صلبة، فهي غشاء شبه منفذ، يمكن الهواء والرطوبة من عبور المسام الصغيرة التي تغطي سطحه، والتي تبلغ حوالي 17 000. والطبقة الثانية هي الخارجية وتكون رقيقة جدا. تعمل هذه الأخيرة كشاشة، إذ تمنع الغبار والبكتيريا من عبور المسام وإفساد البيضة.
الطبقة الثالثة تسمى بالغشاء الداخلي. يتشكل هذا الغشاء الرطب والشفاف من البروتينات، كما أنه مرن وقوي في نفس الآن.
هل يمكن أكل قشر البيض؟
الجواب هو نعم. لكن شرط تنظيفه جيدا وتحضيره بالشكل الصحيح. ينصح في هذه الحالة باستعمال البيض العضوي. لكن لماذا سنأكله؟ الجواب هو أن قشر بيضة واحدة يحتوي على 90% من الكالسيوم، كما أنه مصدر غني بالمعادن. تكفي 2,5 غ من قشر البيض لتلبية الحاجات اليومية من الكالسيوم للشخص البالغ. تشبه التركيبة الكيميائية لقشر البيض تركيبة الأسنان والعظام، لهذا يمتصه جسمنا بسهولة. دون أن ننسى أنه غني بالنحاس، الحديد، الزنك، المغنسيوم والمنغنيز.
مسحوق قشر البيض يعتبر مكملا غذائيا فعالا للكالسيوم
يتكون قشر البيض من كربونات الكالسيوم، إضافة إلى كميات قليلة من البروتينات ومركبات عضوية أخرى. وتعد كربونات الكالسيوم الشكل الأكثر شيوعا للكالسيوم في الطبيعة، إذ يوجد بشكل كبير في الصدفات، الشعاب المرجانية وحجر الكلس.
أكدت العديد من الدراسات التي أجريت على فئران، خصوصا في الأرجنتين واليابان، أن قشر البيض مصدر غني بالكالسيوم. ويمتصه الجسم بفعالية تماما مثل كربونات الكالسيوم الخالصة.
أجريت دراسة في عام 2003 بالتايلاند على خلايا منعزلة، وكشفت أن امتصاص الكالسيوم بعد استعمال مسحوق بيض القشر قد تجاوز بنسبة 64% امتصاصه بكربونات الكالسيوم الخالصة. وقال الباحثون إن هذه الآثار تعود إلى بعض البروتينات المتواجدة في قشر البيض.
كيف تحضرون مسحوق قشر البيض؟
يمكن تحضيره في المنزل باستعمال المهراز (المدقة والهاون)، المدلاك أو الخلاط، وغربال لغربلة الجسيمات الكبيرة.
تأكدوا من تنظيف البيض جيدا، ثم قوموا بغليه 10 دقائق للتخلص من البكتيريا. بعد أن يبرد البيض، خذوا القشر واهرسوها جيدا إلى أن تصير على شكل مسحوق ثم صفوها. امزجوها بعصير الليمون أو الماء. تناولوها مرة في الصباح على معدة فارغة ثم ليلا قبل النوم. يمكنكم كذلك إضافة المسحوق إلى أطباقكم.
فوائد مسحوق قشر البيض:
تقليص خطر الإصابة بهشاشة العظام
يتميز مرض هشاشة العظام بضعف هذه الأخيرة وارتفاع خطر الكسور. وتعد الشيخوخة من أبرز عواملها، لكن يمكن أن تنتج كذلك عن نقص في الكالسيوم؛ ما يؤدي إلى فقدان كثافة العظام ثم هشاشة العظام مع الوقت.
إذا كانت تغذيتكم لا تتوفر على الكالسيوم، أضيفوا مسحوق قشر البيض إلى أطباقكم. أجريت دراسة بهولندا على مجموعة من النساء اللائي توقف لديهن الطمث ويعانين من هشاشة العظام، وكشفت أن تناول مسحوق قشر البيض، تماما كالفيتامين (د3) والمغنسيوم، يقوي العظام بشكل كبير ويحسن كثافتها المعدنية.
حماية مينا الأسنان
في إطار أحد الأبحاث، تم مزج مسحوق قشر البيض بمحلول الغليسرين أو جل الميثيل، ثم وضع على أسنان منزوعة المعادن كيميائيا. أدى ذلك إلى نمو مينا جديد للأسنان المتضررة.
انتباه:
لا يجب تجاوز 1000 مغ من الكالسيوم في اليوم، تفديا لخطر التعرض لفرط كالسيوم الدم. يظهر هذا المشكل من خلال بعض الأعراض مثل: آلام البطن، التقيؤ والشعور بالارتباك.