حليب الأم مادة مغذية للرضيع، ضرورية لصحة جسمه ولتقوية جهازه المناعي. مركب من الماء، السكريات، البروتينات والدهون إضافة إلى المغذيات الدقيقة. اكتشف العلماء أن حليب الأم قد يكون كذلك علاجا للسرطان.
صار السرطان مرض القرن وتستعمل العديد من العلاجات للقضاء عليه أو على الأقل لمنع تطوره. ويبقى العلاج الكيميائي الوسيلة الأكثر شيوعا للتصدي لهذا المرض. غير أن هذا العلاج يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة؛ لأنه يدمر الخلايا الصحية للجسم. كما أن تأثيره على نفسية الشخص المصاب سلبي للغاية؛ وذلك بسبب تساقط الشعر، الغثيان والتقيؤ، الإسهال، آلام العضلات والمفاصل؛ التي تعد جميعها من العوامل السلبية للعلاج الكيميائي. لهذا لا ينفك العلماء يبحثون عن علاجات جديدة، وقائية وعلاجية، تكون أكثر فعالية وأقل ضررا. وفي هذا الإطار؛ ظهر علاج جديد قائم على حليب الأم.
فوائد حليب الأم
يلعب حليب الأم أدوارا متعددة في تطور ونمو الرضيع، وفي حمايته من عدة أمراض وفيروسات. بالإضافة إلى عناصره المغذية، يحتوي على أنزيمات وهرمونات تساهم في نمو الأعضاء الجنسية. وتستمر هذه الفوائد حتى بلوغ الأشخاص الذين رضعوا حليب أمهاتهم؛ إذ تتقلص نسبة تعرضهم للسمنة ولسكري النوع الثاني، كما تكون نسبة ضغط الدم والكولسترول لديهم منخفضة مقارنة بمن تناولوا الرضاعة فقط. وحسب المنظمة العالمية للصحة؛ فإن الأطفال الذين رضعوا يكون ذكاؤهم مرتفعا أكثر.
اكتشاف جديد حول حليب الأم
بالإضافة إلى فوائده المثبتة، اكتشف العلماء أن حليب الأم يحتوي على مادة تسمى "هامليت"، وهي قادرة على قتل الخلايا السرطانية مع الحفاظ على خلايا الجسم الصحية. يعمل هذا البروتين المتوفر في حليب الأم كمضاد حيوي. فبعد أن حقنوه لمصابين بسرطان المثانة، تخلص هؤلاء من الخلايا الميتة في بضعة أيام فقط من خلال التبول. كما أن هذا البروتين يحمي الخلايا الصحية للجسم؛ على عكس العلاج الكيميائي.
واكتشف الباحثون أن حليب الأم يمكن كذلك من محاربة سرطان الأمعاء وعنق الرحم.
دار البحث الأول حول عمل العوامل الجديدة المضادة للبكتيريا، المتواجدة في حليب الأم. وقد استعملت خلايا سرطانية إنسانية خلال هذه التجربة؛ لأسباب عملية. فكانت المفاجأة كبيرة عندما قضى بروتين "هامليت" على الخلايا السرطانية. لقد كان اكتشافا غير متوقع نهائيا.
تأثير "هامليت" على الخلايا السرطانية
تهاجم هذه المادة الخلايا السرطانية، أولا بحماية الدفاعات الخارجية للخلية ثم بمهاجمة الميتوكوندريات، الضرورية للعمل الطاقي للخلايا. يقطع هذا الأثر مصدر طاقة الخلية ويعيد برمجتها لتنتحر، في عملية تسمى الاستماتة (موت الخلية المبرمج). بعد إجراء دراسات تجريبية على حليب الأم وفعاليته ضد الجراثيم والبكتيريا، اكتشف العلماء بشكل غير متوقع أثره المضاد للسرطان، فتم الاعتراف به كمصدر للجزئيات المدمرة للأورام.
ويحاول العلماء القيام بالمزيد من الأبحاث والتجارب لتقريب مادة "هامليت" من البلاسيبو (العلاج الوهمي).