يُمكن لنظام غذائي غني بالأسماك بمختلف أنواعها والألياف الغذائية إضافة إلى الخضروات والفواكه، أن يخفف من الربو ويحميك من نوباته التي عادة ما تسبب مجموعة من الأعراض الصحية، كضيق النفس والسعال وغيرها من المضاعفات.
يعتبر الربو من الأمراض التنفسية المزمنة التي تصيب الكثير من الأشخاص، أغلبهم مصابين بالحساسية بمختلف أنواعها ويبلغ عددهم حوالي 300 مليون شخص حول العالم. في تنبأ كشفت عنه المبادرة العالمية للربو فإن 100 مليون شخص إضافي سيعانون من الربو في أفق 2025.
سنقدم لك من خلال هذا الموضوع مجموعة من النصائح الغذائية التي ستعمل على تخفيف الربو بأعراضه:
-زيادة كمية الألياف:
يُمكن لكمية زائدة من الألياف أن تخفف من أعراض الربو والحساسية، بحيث تقوم بتنشيط بكتيريا الأمعاء النافعة التي تقضي على مجموعة من الأمراض. وتم استنتاج هذا الخلاصة من خلال دراسة أجراها مجموعة من الباحثين الأستراليين خلال الملتقي السنوي للباحثين العلميين لسنة 2017 في نيوزيلاندا وأستراليا. خلال هذه الدراسة تلقى المصابون بالربو جرعة من الإينولين وهو أحد أنواع الألياف الغذائية القابلة للذوبان، حيث أثبتت فعاليتها في تنشيط الميكروبات المعوية النافعة، التي تعتبر خط الدافع الأول ضد مجموعة من الأمراض، بما فيها الربو، حيث تم السيطرة على حالة المصابين ولم يتعرضوا لأي نوبة ربو.
يوجد مكون الإينولين في الهندباء أو الخس بالبلجيكي، أيضا في الموز والكراث والبصل والبنجر.
-الحد من تناول اللحوم ومنتجات الألبان:
إن لم تستطيعوا تجنب هذه الأطعمة، يُمكنكم تناول كمية قليل منها، فقد أثبت نفس البحث أن وجبة واحدة عالية من الدهون المشبعة يمكن أن تزيد من الالتهاب وتزيد من أعراض الربو (السعال ، والصفير عند التنفس ، وضيق التنفس وضيق الصدر) بسبب انسداد مؤقت في المسالك الهوائية التي تنقل الأكسجين إلى الرئتين. لذلك من الأفضل الحد من الدهون المشبعة الموجودة في الدهون الحيوانية مثل اللحوم ومنتجات الألبان. وحسب الدراسات فكلما زاد استهلاك اللحوم ازداد خطر الإصابة بالربو.
-تناول الأسماك الدهنية:
نشرت مجلة التغذية البشرية وعلم التغذية في أكتوبر الماضي من سنة 2018 الجارية، أن تناول الأسماك الدهنية كالسلمون والتونة والسردين، يُمكن أن تخفف من أعراض الربو.
في هذه الدراسة ، اتبع 64 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 12 سنة يعانون من الربو الخفيف نظامًا غذائيًا غنيًا بالسمك الدهني (150 جرامًا مرتين في الأسبوع من السمك المطبوخ) لمدة 6 شهور.
وأظهرت النتائج أن الأطفال المصابين بالربو و الذين اتبعوا النظام الغذائي الغني بالأسماك الدهنية قد تحسنت وظائف الرئة لديهم، بعد 6 أشهر وذلك بفضل الأحماض الدهنية اوميغا 3 التي توجد في الأسماك الدهنية، والتي لها خصائص مضادة للالتهابات .
وفقا لنتائج الدراسة ، فإن تناول الأسماك الدهنية مرتين في الأسبوع يمكن أن يقلل بشكل كبير من التهاب الرئة ويقلل من أعراض الربو.
وأظهر الباحثون في نفس الدراسة أن إدخال الأسماك في النظام الغذائي للأطفال في سن مبكر جداً (6-9 أشهر) مهم جدا لحمايتهم من الربو، كذلك الحال بالنسبة للأطفال ما بين سنة واحدة و 4 سنوات، فأن تناول الأسماك الدهنية (على الأقل مرة واحدة في الأسبوع) يقلل من الأزيز والربو .بالإضافة إلى فوائد الأسماك على صحة الأطفال الأكبر سنًا (8-14 عامًا).
–اتباع حمية غذائية غنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم:
الإصابة بالربو ترافقها ارتفاع نسبة الحماض الأيضي، هذا الأخير يسبب نوبات الربو الحادة، وهو ما يفسر حقن الطبيب لجرعة من البوتاسيوم في وريد المصاب، حتى تخف أعراض هذه النوبة.
لهذا عليكن إدراج البوتاسيوم في نظامكم الغذائي تجنبا لأي مضاعفات، حيث كشفت الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون البوتاسيوم كثيرا يتنفسون بشكل صحي وأفضل، مقارنة لمن يفتقر نظامهم الغذائي لهذا العنصر المهم. إضافة إلى ذلك يعتبر المغنيسيوم فعال في تخفيف أعراض الربو. ونجد هذين المكونين في الأسماك ومجموعة من الخضر والفواكه إضافة إلى التين المجفف.
–تجنب الوجبات السريعة:
أظهرت دراسة أجريت على 196 319 مراهقًا في 51 دولة مختلفة، تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عامًا، وحوالي 181 631 طفل من 32 دولة تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 7 سنوات، أن أولئك الذين يتناولون الوجبات السريعة، ازداد لديهم خطر الإصابة بالحساسية والاكزيما والربو. خصوصا أولئك الذين يتناولون الوجبات السريعة 3 مرات في الأسبوع أو أكثر، فإن خطر الإصابة بالربو ازداد بنسبة 39٪. بالمقابل الأطفال الذين يتناولون 3 حبات من الفواكه في الأسبوع قلت لديهم نسبة الخطورة.